عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2022, 02:07 AM   #8



 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 229
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is on a distinguished road
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي



تابع سورة الكهف - تفسير السعدي



" وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا "

ثم أخبر تعالى عن سعة مغفرته ورحمته, وأنه يغفر الذنوب, ويتوب الله على من يتوب, فيتغمده برحمته, ويشمله بإحسانه, وأنه لو آخذ العباد على ما قدمت أيديهم من الذنوب, لعجل لهم العذاب.
ولكنه تعالى, حليم لا يعجل بالعقوبة, بل يمهل, ولا يهمل.
والذنوب لا بد من وقوع آثارها, وإن تأخرت عنها مدة طويلة, ولهذا قال: " بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا " أي: لهم موعد, يجازون فيه بأعمالهم, لا بد لهم منه, ولا مندوحة لهم عنه, ولا ملجأ, ولا محيد عنه.
وهذه سنته في الأولين والآخرين, أن لا يعاجلهم بالعقاب, بل يستدعيهم إلى التوبة والإنابة.
فإن تابوا وأنابوا, غفر لهم ورحمهم, وأزال عنهم العقاب.
وإلا, فإن استمروا على ظلمهم وعنادهم, وجاء الوقت الذي جعله موعدا لهم, أنزل بهم بأسه.
ولهذا قال: " وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا " أي: بظلمهم, لا بظلم منا " وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا " أي: وقتا مقدرا, لا يتقدمون عنه, ولا يتأخرون.

" وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا "

يخبر تعالى, عن نبيه, موسى عليه السلام, وشدة رغبته في الخير وطلب العلم, أنه قال لفتاه, أي: خادمه الذي يلازمه في حضره وسفره, وهو " يوشع بن نون " الذي نبأه الله بعد ذلك: " لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ " أي: لا أزال مسافرا وإن طالت علي الشقة, ولحقتني المشقة, حتى أصل إلى مجمع البحرين, وهو: المكان الذي أوحي إليه أنك ستجد فيه عبدا من عباد الله العالمين, عنده من العلم, ما ليس عندك.
" أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا " أي: مسافة طويلة.
المعنى: أن الشوق والرغبة, حمل موسى أن قال لفتاة هذه المقالة.
وهذا عزم منه جازم, فلذلك أمضاه.

" فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا "

" فَلَمَّا بَلَغَا " أي: هو وفتاه " مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا " وكان معهما حوت يتزودان منه ويأكلان وقد وعد أنه متى فقد الحوت فثم ذلك العبد, الذي قصدته, فاتخذ ذلك الحوت سبيله, أي: طريقه في البحر سربا وهذا من الآيات.
قال المفسرون إن ذلك الحوت الذي كانا يتزودان منه, لما وصلا إلى ذلك المكان, أصابه بلل البحر, فانسرب بإذن الله في البحر, وصار مع حيواناته حيا.

" فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا "

فلما جاوز موسى وفتاه مجمع البحرين, قال موسى لفتاه: " آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا " أي: لقد تعبنا من هذا السفر المجاوز فقط, وإلا فالسفر الطويل, الذي وصلا به إلى مجمع البحرين, لم يجدا من التعب فيه, وهذا من الآيات والعلامات, الدالة لموسى, على وجود مطلبه.
وأيضا, فإن الشوق المتعلق بالوصول إلى ذلك المكان, سهل لهما الطريق, فلما تجاوزا غايتهما, وجدا مس التعب.
فلما قال موسى لفتاه هذه المقالة, قال له فتاه:

" قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا "

" أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ " لأنه السبب في ذلك " وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا " أي: لما انسرب في البحر, ودخل فيه, كان ذلك من العجائب.
قال المفسرون: كان ذلك المسلك للحوت سربا, ولموسى وفتاه عجبا.
فلما قال له الفتى هذا القول, وكان عند موسى وعد من الله أنه إذا فقد الحوت, وجد الخضر, فقال موسى:

" قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا "

" ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ " أي: نطلب " فَارْتَدَّا " أي: رجعا " عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا " أي رجعا يقصان أثرهما الذي نسيا فيه الحوت.
فلما وصلا إليه, وجدا عبدا من عبادنا, وهو الخضر, وكان عبدا صالحا, لا نبيا على الصحيح.

" فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما "

" آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا " أي: أعطاه الله رحمة خاصة, بها زاد علمه, وحسن عمله " وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا " أي: من عندنا " عِلْمًا " .
وكان قد أعطي من العلم, ما لم يعط موسى, وإن كان موسى عليه السلام أعلم منه بأكثر الأشياء, وخصوصا في العلوم الإيمانية, والأصولية, لأنه من أولي العزم من المرسلين, الذين فضلهم الله على سائر الخلق, بالعلم, والعمل, وغير ذلك.
فلما اجتمع به موسى, قال له, على وجه الأدب والمشاورة, والإخبار عن مطلبه


يتبع...



 توقيع : طيبة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس