تقع مغاير شعيب في محافظة البدع، إحدى محافظات منطقة تبوك، بين حقل ومقنا، في اتجاه الشمال الغربي من مدينة تبوك. كانت مستوطنة للأنباط، وواحة زراعية عامرة بالعيون العذبة والبساتين. يرجع تاريخها إلى نحو 100 عام قبل الميلاد حتى عام 550م. تعرف بمديّن، وتتكون من بيوت جبلية منحوتة بالصخر، تشبه مدائن صالح.
يقول العلامة حمد الجاسر: «البدع أو مغاير شعيب عبارة عن واحة قديمة بعث الله فيها نبيه شعيب إلى قومه مدين. وإن البدع تقع في أرض مدين، وإن اسم الأيكة لا يزال يطلق على واد النمير.» وأضاف الجاسر: «ومن أبرز المعالم الأثرية فيها الواجهات النبطية بالمغاير، حيث كُتبت عليها الكثير من النقوش اللحيانية والنبطية، كما يوجد بها موقع لمدينة قديمة من الفترة الإسلامية المبكرة تعرف باسم المل.»
تتكون البدع في معظمها من سلاسل جبلية. وفي هذه الجبال ما يقرب من اثني عشر تجويفًا منحوتًا في الصخر بطريقة مذهلة، على شكل قباب واسعة من الداخل، نقش على بعضها زخارف، كانت تستخدم بعضها قبورًا وبعضها الآخر منازل. يضم كل ضريح منها ما يصل إلى 13 قبرًا مستطيلاً، بُنيت جميعها بطريقة هندسية فذة، بحيث لا تؤثر فيها الأمطار وعوامل التعرية.
زار مدين كثير من الرحالة والمستشرقين منهم: الفلندي جورج أوغست فالين، وإدوارد روبل وكتب عنها في عام 1829م، والبريطاني ريتشارد فرانسيس بيرتون عام 1853م. ودواتي، والليدي آن بلنت، وغيرهم.
تعج المنطقة المحيطة بالأضرحة بكثير من الآثار الأخرى المهمة ومنها بئر السعيدني المحفورة بالصخر، وبالقرب منها برك وقنوات وأماكن استيطان كثيرة. ويسود الاعتقاد بأن هذه البئر هي البئر التي استقى منها موسى، عليه السلام، لذلك نجد من يطلق عليها بئر موسى.