{وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} :
[من أكبر مواضع الشرف للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن الله أخبر أنه مولاه لما عاتب بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - عائشة وحفصة رضي الله عنهن- وأمرهن بالتوبة , وأشار إليهن سبحانه أنهن ملن عن الحق لما غلبت الغيرة قلبيهما وتسببا في تحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه بعض ما يحب. ثم أخبرهن سبحانه أنه مولاه وكذا جبريل والمؤمنين وكذا سائر الملائكة , فأي فرصة أمام من تسبب في ضيق لمن كان الله مولاه وجبريل والمؤمنين وسائر الملائكة] . قال تعالى : {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ (4)} [ التحريم] قال السعدي في تفسيره: { {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} } الخطاب للزوجتين الكريمتين من أزواجه صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله عنهما، كانتا سببًا لتحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما يحبه، فعرض الله عليهما التوبة، وعاتبهما على ذلك، وأخبرهما أن قلوبهما قد صغت أي: مالت وانحرفت عما ينبغي لهن، من الورع والأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، واحترامه، وأن لا يشققن عليه، { {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} } أي: تعاونا على ما يشق عليه، ويستمر هذا الأمر منكن، { {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} } أي: الجميع أعوان للرسول، مظاهرون، ومن كان هؤلاء أعوانه فهو المنصور، وغيره ممن يناوئه مخذول وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين، حيث جعل الباري نفسه الكريمة، وخواص خلقه، أعوانًا لهذا الرسول الكريم.
والله اعلم