عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-10-2020, 06:01 PM
صدى الحرمان غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام العضو المميز وسام الالفيه الخامسه 
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 115
 جيت فيذا » Aug 2020
 آخر حضور » 03-23-2023 (01:39 AM)
آبدآعاتي » 8,683
الاعجابات المتلقاة » 109
الاعجابات المُرسلة » 44
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » صدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   الاسلامي
قناتك   » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لما شكا الناسُ بقلمى



لما شكا الناسُ الجَـدْبَ لرسُولِ اللَّـهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم واستئخـارَ المَـطَر ابتهل عليه السلام لربِّه ودعـاه بدعواتٍ، ثم رفَع يَديهِ، فلم يَزَلْ في الرفعِ حتى بـدا بياضُ إِبْطَيْهِ، ثم حوَّل إلى الناسِ ظهرَه وَقلَبَ رداءَهُ، وهو رافعٌ يديه، ثم أقبلَ على الناسِ، ونزَلَ فصلَّى ركعتين.

فأنشأَ اللَّـهُ سـحابةً فرَعَدت وبرَقَت، ثم أمطَرتْ بإذن اللهِ عزَّ وجلَّ، فلـم يـأتِ مَسجِدَه حتى سالتِ السُّيولُ، فلمَّا رأى سُرْعتَهُم إلى الكِـنِّ ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَواجِذُه، ثم قال: «أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأني عبدُ اللهِ ورسولُه»
.....
قلت: لقد أدهشني هذا الحديث كله وسرني قول الرواي: فلما رأى سُرعتَهم إلى الكِنِّ ضَحِك حتى بَدَت نَواجِذُه. معَ شَهادتِه بمُطْلَق قُدرة الله ولنفسِه بالرسالة.

ورأيتُ في تلبية اللَّـهِ له عليه السلام مع سرعـة الإجابة مـا يستحق التأمل، فهذه آيـة تضاهي آيةَ موسى عليه السلام عندما استسقاه قومه فضرب الحجر بعصاه فانبجست منه المياه.

غيرَ أنَّ الدُّعاءَ منه عليه السلام لاستنزالِ المطر أوقعُ في نفسي من ضَرْب موسى بعصاه الحجر، وفارقُ ما بينهما زوال تَعلُّق القلب بالأسباب المادية، وشدة الاتصال الروحي برب الأرباب عند انتفاء الواسطة الحسية، ما يدعو الناظر إلى التأميل في خالقه الذي يجيب المضطر، فيدعوه مباشرة إن مسه الضر أو حزبه أمر، فهو تعليم منه صلى الله عليه وسلم لأمته أن تفعل فعله وتقتفي أثره إذا ما أصابتها النوائب أو حلت بها النوازل.

فإن قال قائل: أَوَليسَ لو دعا موسى لأجيبت دعوته بالاستسقاء لقومه دون حاجته للعصا؟!

قلت: بلى، ولكنِ الأمرُ ليس متعلقًا به عليه السلام، فيقين الأنبياء بربهم واحد، ولكن مُتعلِّق بقومه الذين دأبوا على امتحان صدق رسالته بالمعجزات الحسية ومع ذلك جحدوا بها بعد استيقانها، فبان أن ذلك ملمح لأفضلية أمة المصطفى عليه السلام، وأن رسالتَه قائمةٌ بعدَ موته لتعلق تابعِيهِ ابتداء بالمُرسِل لا بالمُرْسَل، مع توقير مقام الأخير وحفظه صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أكدت معناه هذه الآيةُ العظيمةُ:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

وهذا ما فَهِمَه أصحابه رضوان الله عليهم لا سيما أبو بكر، ألا ترى أنه بُعَيد موته عليه السلام ونكوص من نكص على عقبيه ذكَّرهم رضِي اللهُ عنه بهذه الآية:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ}. الآيةَ، ثم قال رِضْوان ربي عليه قالته الفاصلة في الموقف الفاصل: «مَن كانَ يعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحَمَّدًا قد مات، ومَن كان يَعبُدُ اللهَ فإن اللهَ حيٌّ لا يموت».



بقلمى





رد مع اقتباس