الموضوع: آلمنبت
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-24-2021, 03:28 PM
ميديا غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام المحبه وسام وصول المنتدى لــ 30,000 موضوع الاداري التكريم مميز 
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 219
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » 10-25-2023 (09:49 PM)
آبدآعاتي » 27,335
الاعجابات المتلقاة » 296
الاعجابات المُرسلة » 219
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond reputeميديا has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   الاسلامي
قناتك   » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي آلمنبت



آلمنبت




لكل عمل بداية ، ولكل بِداية نهاية
قد تَصْعُب البدايات ، وقد تَثْقُل وطأتها ، وربما
تألم الإنسان فصبر – رجاء ثَمَرَة عَمَله ، وقِطاف
جُهده ، ونتيجة صَبْرِه .
كما يَصبر الفلاح في رجاء الثمر ..
أو كما تتحمل المرأة ألَم الْحَمْل والوَضْع رَغبة
في زينة الحياة الدنيا
وتَعْظُم مصيبة كل منهما حينما لا يتحقق ما رَجَاه ،
ولا يَتِمّ ما أمَّـلَـه
وحينما يعمل الإنسان عملا - يظن
أنه لله - مع رفقة يؤمل معهم النجاح
أو يَرجو معهم الفلاح
فيفاجأ في منتصف الطريق
أنه كَالْـمُـنْـبَـــتّ .. لا أرْضًا قَطَع ، ولا ظَهْرًا أبْقَى !
وأنه إن تَعِبَتْ دَابَتُه ، أو كَلّ ، أو تَنَقّبَتْ أقْدَامه ،
أو تَخَلّف عن رُفْقَته ؛ فلن يَجِد مَن يَسأل عنه ،
أو يَشُدّ مِن أزْره .
بل قد يَجِد من يَخذُلَه ..
ويَعظُم في عِينِه الْمُصاب إذا كان ذلك ممن
يُؤمِّل مِنه شَدّ عَضُده !
شأن ذلك الإنسان شأن بعير أجْرب هزيل ،
وَقَفَ بِصاحبه في أرض مَسْبَعَة ! فَنَفَذَ صاحِبُه
بِجِلْدِه وتَرَك الأجْرب طَعاما للسِّباع !
أو كَجَمَلِ السّوء .. كَثُرَتْ سَكاكِينه إن سَقَط في
سُوق جَزّارِين ، أو بين جَوعَى !
ومَنْزِلة ذلك الإنسان - الذي استبان له ما استبان -
مَنْزِلة النوى من الثمر !
كان النوى يَظُن أنّ إحَاطَة أجزاء الثمر به -
حَفاوة به ، فلما أُكِلَ الثمر اسْتَبَان له لِمَن كان
القَدْر ، وبِمَن كانت الْحَفَاوة !
ما زِيدَ على أن رُمِي بالـنَّوى رَمْـيًا !
أو أُطْعِم الدّواب على أحْسَنِ حال !
وهذا حال الأصحاب حينما تكون العلاقة بينهم
مَبْنِيّـة على تَشَاكُل الطِّبَاع وتَوافق الهوى
قال ابن القيم رحمه الله :
الاجتماع بالإخْوان قِسْمَان :
أحدهما : اجتماع على مُؤانَسَة الطّبع وشَغْل
الوقت ؛ فهذا مَضَرّته أرْجَح مِن مَنْفَعَتِه ، وأقَلّ
ما فيه أنه يُفْسِد القَلْب ، ويُضِيع الوقت .
الثاني : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة ،
والتواصي بالحقّ والصّبر ؛ فهذا من أعْظم
الغنيمة وأنْفَعها ، ولكن فيه ثلاث آفات :
إحداها : تَزَيّن بَعضهم لِبعض .
الثانية : الكَلام والخلطة أكثر مِن الحاجة .
الثالثة : أن يَصير ذلك شَهوة وعَادة
يَنْقَطِع بها عن المقصود .
وقد يَكون الاجتماع على هَوى نَفس ..
قال الجاحظ : وخلاف الهوى يُوجِب الاستثقال ،
ومُتَابَعَتُه تُوجِب الألفَـة
فالاجتماع على مُؤانَسَة الطّبع وشَغْل الوَقْت
.. قد نَظُـنّـه اجتماعا على طاعة الله ، وفي
ذات الله أو نَحسبه لأجْل العمل لله ..
وقد يَستبين لنا أن ذلك مُجرّد ظَنّ أو وَهْم ..
وقُل مِثْل ذلك في عَمَل عامِل داخل بَوتَقَةٍ حِزبيّة !
أو إطار جَمَاعة .. وهو يَظُنّ أنه يَعمَل لله ..
ويُؤاخي في الله ..
إلا أنه سُرْعان ما تتكشّف لك حقائق الأمور
حينما يُطْعَن في جَمَاعته ، أو يُنال مِن حِزبه !
أو تُنْتَقَد طريقته في العمل .. فتجِده ينتفض !
ويغضب .. لا لله .. ولكن للجماعة أو الْحِزْب !
إذا كان هذا في الدنيا .. فكيف يكون الحال
حين ينكشف المستور ؟
ويوم تكون الخلة عداوة ؟ ( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) .
أو حِين يَبدو لأقْوام من الله ما لم يَكونوا يَحْتَسِبُون .
وحين يتجلى لنا - في هذه الدنيا - أنّ ما كُـنّا
نَظُـنّـه بَانَ أنه ليس سِوى ظنّ ،
وما كُـنّا نَحسبه قد تلاشى وتبدد -
حينها نَتَذَكّر اعْترافات أقوام طالت بهم الحسَرات :
( إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ) .
أو حِين يَستبين لأقوام أنهم كانوا الأخْسَرين
(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ
يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) .
فيا لَهْف نفسي ويا طول حَسْرَتي
إن بَدَا لي ذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون .
أما إن بَدَا لي في دنياي فَحَسْب فأمْره
أيْسَر وأهْون
والسؤال الذي يَطرح نفسه :
ما مَدى مَتانة علاقاتنا وصداقاتنا ؟
وهل هي قائمة على التواصي بالحق والصبر عليه؟
كَم هِي علاقاتنا التي بحاجة إلى كَشف
حساب ومن ثم مراجعة ؟
وكَم هُم الأصحاب الذين هم بحاجة
إلى مَحَكّ في قاعة اختبار ؟!
حفظت من أبي كلمة في هذا الباب يقول :
جَرّب صَديقك قبل أن يُجَرّبَك .
ويُروى أن لقمان قال لابنه : إذا أرَدْت أن
تُؤاخِي رجلا فأغْضِبه ، فإن أنْصَفَك وإلا فاحْذَرْه .
وقال سفيان الثوري : إذا أرَدْتَ أن تَعْرِف مَالَك
عِند صَدِيقك فأغْضِبه ، فإن أنْصَفَك في غَضَبِه
وإلا فَاجْتَنِبْه
قال الشاعر :
لا تَحْمَدَنّ امْرءًا يُرْضِيك ظَاهِره
واخْبُر مَوَدّته في العتْب والغَضَب


طيب الله اوقاتكم




 توقيع : ميديا




رد مع اقتباس