عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-17-2021, 09:40 AM
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
اوسمتي
وسام اوفياء المنتدى وسام سنوية صاحب الموقع وسام السنويه الثالثه وسام عطاء مغدق 
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 12
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 04-01-2022 (11:44 PM)
آبدآعاتي » 120,728
الاعجابات المتلقاة » 4427
الاعجابات المُرسلة » 3165
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   الاسلامي
قناتك   » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير الربع الثالث من سورة الحج



تفسير الربع الثالث من سورة الحج

الآية 38، والآية 39، والآية 40، والآية 41: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا أي يَدفع سبحانه عنهم اعتداء الكفار وكيد الأشرار، فقد ثَبَتَ في قراءةٍ أخرى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ أي كثير الخيانة لأمانته وعهوده، ﴿ كَفُورٍ أي جَحودٌ بتوحيد ربه، وجحودٌ لنعمه عليه.
وقد كان المسلمون في أول الأمر ممنوعين من قتال الكفار، مأمورين بالصبر علىأذاهم، فلمَّا اشتد إيذاء المشركين لهم، وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وأصبح للإسلام قوة: أَذِنَ الله للمسلمين في القتال؛بسبب الظلم الذي وقع عليهم في أنفسهم وأموالهم وديارهم، كما قال تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا(ولذلك أَذِنَ الله لهم في القتال)، ثم طمأنهم سبحانه بقوله:﴿ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ أي قادرٌ على نَصرهم وإذلالعدوِّهم.

ثم أخبر سبحانه عن سبب نَصْره لهؤلاء المهاجرين فقال: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾: أي أخرجهم الكفار ظلمًا من ديارهم، مع أنهم لم يفعلوا شيئًا ﴿ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾: يعني إلا إنهم أسلموا وقالوا: (ربنا الله وحده، ولن نُشرك به شيئًا في عبادته)، ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ يعني ولولا ما شَرَعه الله مِن دَفْع الظلم والباطل بالقتال: لَهُزِمَالحقُّ في كل أُمَّة، ولَخُرِّبَت الأرض، و﴿ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وهي مَعابد الرُهبان ﴿ وَبِيَعٌ وهي كنائس النصارى ﴿ وَصَلَوَاتٌ وهي مَعابد اليهود (باللغة العِبرية)، ﴿ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا أي: وكذلك ستتهدم مساجد المسلمين التي يَذكرون الله فيها كثيرًا، (وفي الآية دليل على أنه لا يَجوز لنا هَدْم مَعابد اليهود والنصارى)، ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ يعني: ومَن اجتهد في نُصرة دين الله وعباده المؤمنين، فإنّ الله ناصرهعلى عَدُوِّه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ لا يَغلَبه أحد، ﴿ عَزِيزٌ لا يَمنعه شيءٌ مِمّا يريد.
وهؤلاء - الذين وعدناهم بنصرنا - هم ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أي الذين إذا مَكَنَّا لهم في البلاد ونصرناهم على عدوهم: ﴿ أَقَامُوا الصَّلَاةَ أي أدَّوها في أوقاتها (بشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها)، ﴿ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ أي أخرَجوا زكاةأموالهم إلى مُستحقيها، ﴿ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وهو كل ما أمَرَ الله به مِن حقوقه وحقوق عباده، (وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة)، ﴿ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ (وهو كل ما نَهَى الله عنه ورسوله، بشرط ألاَّ يَتسبب النَهي عن المُنكَر في حدوث مُنكَر أكبر منه)، ﴿ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ أي: وللهِ وحده يَرجع مَصير الخلائق يوم القيامة، فيُجازي كُلاًّ بما عمل، (إذاً فاتقوا اللهَ تعالى وراقِبوه في السر والعَلَن، وتوبوا إليه، وتوكلوا عليه، فإنّ الأمر كله في يديه).

الآية 42، والآية 43، والآية 44: ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ يعني: وإذا كَذَّبك قومك - أيها الرسول - فلا تحزن ﴿ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴿ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ﴿ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ (وهم الذين كَذَّبوا شُعَيبًا عليه السلام)، ﴿ وَكُذِّبَ مُوسَى (أي كَذَّبفرعون وقومه موسى عليه السلام)، فهؤلاء الأقوام قد كَذَّبوا رُسُلهم، ولكنّ رُسُلهم صبروا على تكذيبهم وإيذائهم ﴿ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ يعني: فلم أُعاجِل هؤلاء الكافرين بالعقوبة، بل أمْهلتهم ﴿ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ بالعذاب، ﴿ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ أي: فكيف كان إنكاري على كُفرهم وتكذيبهم؟ (والاستفهام للتقرير) أي كان إنكاري عليهم عظيمًا بالعذاب والهلاك، (وفي الآية تصبير للرسول صلى الله عليه وسلم على ما يَلقاهُ من أنواع التكذيب والعِناد والجحود مِن قومه).
الآية 45: ﴿ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ يعني: ولقد أهلكنا كثيرًا من القرى الظالمة الكافرة ﴿ (فَهِيَ خَاوِيَةٌ؛ أي: فأصبحت فارغة مِنسُكَّانها، وقد تَهدَّمَتْ مَبانِيها،وسقطتْ حِيطانُها وجُدرانها ﴿ عَلَى عُرُوشِهَا أي على سُقوفِ بيوتِها، ﴿ وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ يعني: وكم مِن بئرٍ كانوا يَشربون منها فهي الآن مُعطَّلة لا يُستخرَج منها الماء، ﴿ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ أي: وكم مِن قصرٍ مرتفع ماتَ أهله وتركوه مُعَطّلاً مثل البئر.

الآية 46: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا - أي هؤلاء المُكذبون من قريش - ألم يَمشوا ﴿ فِي الْأَرْضِليُشاهدوا آثار المُهلَكين قبلهم ﴿ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾: أي فيَتفكروابعقولهم ليَعتبروا بما حدث لهم؟! ﴿ أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾: يعني أو يَسمعوا أخبارهم سماعَ تدبُّر ليَتعظوا؟!، ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ يعني: فإنّ العَمَى المُهْلِك ليس عَمَىالبصر، ﴿ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ أي: ولكنّ العَمَى المُهْلِك هو عَمَى البصيرة القلبية عن إدراك الحق والاعتبار، (والمعنى أن الخلل ليس في أبصارهم ولكنّ الخلل في قلوبهم التي أعماها الهوى، وأفسدتها الشهوة والتقليد لأهل الجهل والضَلال، ومِن هنا كان على العبد أن يُحافظ على قلبه مِن مُفسِدات القلوب أكثر من مُحافظته على عينيه).
الآية 47: ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ﴾: أي يَستعجلك كفار قريش بالعذاب الذي أنذرتَهم به، ﴿ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ (إذ لا بدَّ منوقوع العذاب، وقد عجَّل لهم بعض العذاب في الدنيا في يوم بدر)، ثم أخبَرَهم سبحانه أنّ الزمن الطويل عندهم هو قصيرٌ عند الله تعالى، فقال: ﴿ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ أي مِن مُدَّة إمهاله لهم ﴿ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَأي مِن سنوات الدنيا.

الآية 48: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ يعني: وكثير من القرى كانت ظالمة (بسبب إصرار أهلها على الكفر)، فأمْهلتهم ولم أعاجلهمبالعقوبة، فاغترّوا بحِلم الله لهم، ﴿ ثُمَّ أَخَذْتُهَا بعذابي في الدنيا، ﴿ وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ يعني: وإليَّ مَرجعهم بعد هلاكهم،فأُعَذّبهم بما يَستحقون، (إذًا فلا مَعنى لاستعجال هؤلاء المشركين بالعذاب، فإنهم إنْ لم يُعَذَّبوا في الدنيا، فإنّ مَصيرهم إلى الله تعالى، وسوف يُجازيهم بما كانوا يعملون).
الآية 49، والآية 50، والآية 51: ﴿ قُلْ - أيها الرسول -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌمِن عذاب اللهِ تعالى لأُخَوّفكم من عقوبة الشرك والمعاصي، ﴿ مُبِينٌ أي أُوَضِّح لكمما أُرْسِلتُ به إليكم، ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتركوا الشرك والمعاصي ﴿ (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم (إذ يَسترها الله عليهم، ولا يُعاقبهم عليها في الآخرة)،﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ أي: ولهم رِزقٌ حَسَن لا ينقطع وهو الجنة، ﴿ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا يعني: وأما الذين اجتهدوا في إبعاد الناس عن الإيمان بآياتنا ﴿ مُعَاجِزِينَ أي ظانّين أنهم يُعجزوننا، وأننا لن نَقدر على أخْذهم بالعذاب: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾: يعني أولئك هم أهل النار المُوقدة، إذ يَدخلونها ولا يَخرجونَ منهاأبدًا.
الآية 52، والآية 53، والآية 54: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ - أيها الرسول - ﴿ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أي قرأ كتاب الله تعالى لقومه، فإذا قرأه: ﴿ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ﴾: أي ألقى الشيطانُ الوساوسَ والشُكوك للناس أثناء قراءة النبي؛ وذلك ليَصدَّهم عن اتِّباع ما يَقرؤه ﴿ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ أي لكنّ الله يُبطل كيد الشيطان ويُزيل وساوسه ﴿ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِأي يُثبِت آياته الواضحات، فلا تقبل الزيادة ولا النقصان، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بكل شيء (ومِن ذلك عِلمُه بوساوس الشيطان)، ﴿ حَكِيمٌ في كل أفعاله (وهذه سُنَّتِه في أنبيائه ورُسُله، ليَتميّز المؤمنون مِن غيرهم).
وقد كان هذا الفِعل مِنَ الشيطان ﴿ لِيَجْعَلَ اللهُ ﴿ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ من الوساوس والشكوك ﴿ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي في قلوبهم شكونفاق (وهم المنافقين وضِعاف الإيمان) ﴿ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ (وهم المشركين الذين لا تؤثِّرُ فيهم المواعظ)، (واعلم أنّ الفتنة المذكورة في قوله تعالى: ﴿ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً ﴾هي الزيادة في الكفر والضلال والبعد عن الحق)، ﴿ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ جميعاً ﴿ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ أي في عداوة شديدة لله ورسوله، ومُخالَفة بعيدة عن الحق والصواب.
﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ أي: ولكي يَعلم أهل العلم - الذين يُفَرِّقون بعِلمهم بين الحق والباطل - أن القرآن الكريم هوالحق النازل من عند الله تعالى، لا شك فيه، ولا سبيلَ للشيطانإليه، ﴿ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ﴾: أي فيزداد إيمانهم بالقرآن، وتخشع له قلوبهم وتطمئن، ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أي سوف يُوَفِّقهم سبحانه إلى الثبات على الإسلام، ليُنقذهم به من النار، (وذلك بحمايتهم من الشيطان، وإعانتهم على طاعة الرحمن).

الآية 55، والآية ، والآية 57: ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ أي لا يَزالون في شَكٍّ من القرآن، ويَظَلُّونَ على ذلك ﴿ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ﴾: أي حتى تأتيهمالقيامة فجأةً، وهُم على تكذيبهم، ﴿ أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ أي عذابُ يومٍ لا خيرَ فيه، وهو يوم بدر - على الراجح - حينَ هَزَمهم المسلمون وقتلوا زعماءهم، وأسَرُوا كثيرًا منهم.
﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ أي يومالقيامة ﴿ لِلَّهِ وحده ﴿ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ أي يَقضي بين المؤمنينوالكافرين: ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يُدخِلهم سبحانه ﴿ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴾) الواضحة: ﴿ فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ أي لهم عذابٌ يُذِلُّهم ويُهِينهم في جهنم (فهو عذابٌ للجسد والنفس معًا) (نسأل الله العافية).
الآية 58، والآية 59: ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِأي خَرَجوا من ديارهم طلبًا لرضا ربهم ونُصرة دينه ﴿ ثُمَّ قُتِلُوا أي قتلهم المشركون، ﴿ أَوْ مَاتُوا مَوتةً (طبيعية) بانتهاء آجالهم أثناء الهجرة: ﴿ لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا (إذ تكون أرواحهم بعد موتهم في أجواف طيرٍ خُضر تأكل من الجنة حيث شاءت)، (﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾) أي هو سبحانه خير مَن أعطى، و﴿ لَيُدْخِلَنَّهُمْ يوم القيامة ﴿ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وهو الجنة، ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ بمَن يَخرجفي سبيله، ومَن يَخرج طلبًا للدنيا، ﴿ حَلِيمٌ بمن عصاه، فلا يعاجله بالعقوبة.

الآية 60: ﴿ ذَلِكَ أي ذلك الذي قصصناه عليك، ﴿ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ يعني: ومَن اعتُدِيَ عليه وظُلِم،فقد أُذِن له أن يَرُدَّ الاعتداء بمِثله، ﴿ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ يعني: فإذا عاد المعتدي إلىإيذاء المظلوم: ﴿ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ أي فإنّ الله سيَنصر المظلوم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ أي يعفو عن الذين يعفون عن الناس، ويَغفر ذنوبهم (وفي هذا إشارة إلى ترغيب المؤمن في العفو عن أخيه إذا ظَلَمه، فإنّ العفو خيرٌ له من المُعاقَبة، وهذا كقوله تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ.

• الآية 61: ﴿ ذَلِكَ أي ذلك النصر على المظلوم كائنٌ لا مَحالة ﴿ بِأَنَّ اللَّهَ أي بسبب أنّ اللهَ قادرٌ على ما يشاء، ومِنقدرته أنه ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ أي يُدخِل ما يَنقص من ساعات الليل في ساعات النهار، ﴿ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ أي يُدخِل ما نَقَصَ منساعات النهار في ساعات الليل، فيَطولُ هذا ويَقصُر ذاك، ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لكل صوت، ﴿ بَصِيرٌ بكل فِعل، لا يَخفىعليه شيء، (فلذلك يَنصر سبحانه مَن يَعلم أنه يَستحق النصر).

الآية 62: ﴿ ذَلِكَأي ذلك المذكور مِن آيات قدرة الله تعالى، لتُوقِنوا ﴿ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ أي الذي يَستحق العبادة وحده ﴿ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ يعني: ولتُوقِنوا بأنّ ما يَعبدهالمشركون من دون الله تعالى هو الباطل الذي لا يَنفع ولا يضرُّ ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ بذاتِهِ وقهرهعلى جميع مخلوقاتِه، ﴿ الْكَبِيرُ في ذاته وصفاته (فهو أكبر وأعظم من كلِّ شيء).
[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: "أيسر التفاسير"؛ لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.
واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحديًا لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنىواضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحيانًا نوضح بعض الكلماتالتي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.
رامي حنفي محمود




 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس