الموضوع: سمن كلبك يأكلك
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-31-2023, 12:11 AM

ملكة الحنان متواجد حالياً
اوسمتي
وسام التكريم شهر مايو التكريم الشهري لشهر ابريل وسام تاج الاداره مميزين فبراير 
 
 عضويتي » 210
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » اليوم (05:48 AM)
آبدآعاتي » 313,360
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
 
افتراضي سمن كلبك يأكلك



سمن كلبك يأكلك
..................

ويروى: أسمن. قالوا: أول من قال ذلك حازم بن المنذر الحماني، وذلك أنه مر بمحلة همدان فإذا هو بغلام ملفوف في المعاوز، فرحمه وحمله على مقدم سرجه حتى أتى به منزله وأمر أمة له أن ترضعه فأرضعته حتى فطم وأدرك وراهق الحلم، فجعله راعياً لغنمه، وسماه جحيشاً، فكان يرعى الشاء والإبل، وكان زاجراً عائقاً، فخرج ذات يوم فعرضت له عقاب فعافها، ثم مر به غداف فزجره وقال:

تخبرني شواجح الغدفان ... والخطب يشهدن مع العقبان
أني جحيش معشري همدان ... ولست عبداً لبني حمان

فلا يزال يتغنى بهذه الأبيات. وإن ابنة لحازم يقال لها رعوم هويت الغلام وهويها. وكان الغلام ذا منظر وجمال فتبعته رعوم ذات يوم حتى انتهى إلى موضع الكلا فسرح الشاء فيه واستظل بشجرة واتكأ على يمينه وأنشأ يقول:

أما لك أم فتدعى لها ... ولا أنت ذو والد يعرف
أرى الطير تخبرني أنني ... جحيش وإن أبي حرشف
يقول غراب غدا سائحاً ... وشاهده جاهداً يحلف
بأني لهمدان في غرها ... وما أنا جاف ولا أهيف
ولكنني من كرام الرجال ... إذا ذكر السيد الأشرف

وقد كمنت له رعوم تنظر ما يصنع، فرفع صوته أيضاً يتغنى ويقول:

يا حبذا ربيتي رعوم ... وجبذا منطقها الرخيم
وريح ما يأتي به النسيم ... أني بها مكلف أهيم
لو تعلمين العلم يا رعوم ... أني من همدانها صميم

فلما سمعت رعوم شعره، ازدادت فيه رغبة وبه إعجاباً، فدنت منه وهي تقول:

طار إليكم عرضاً فؤادي ... وقل من ذكراكمو رقادي
وقد جفا جنبي عن الوساد ... أبيت قد حالفني سهادي

فقام إليها جحيش فعانقها وعانقته وقعدا تحت الشجرة يتغازلان، فكانا يفعلان ذلك أياماً. ثم أن أباها افتقدها يوماً وفطن لها فرصدها حتى إذا خرجت تبعها فانتهى إليهما وهما على سواة، فلما رآهما قال: سمن كلبك يأكلك. فأرسلها مثلاً. وشد على جحيش بالسيف فأفلت ولحق بقومه همدان، وانصرف حازم إلى ابنته وهو يقول: موت الحرة خير من العرة. فأرسلها مثلاً. فلما وصل إليها وجدها قد اختنقت فماتت فقال حازم: هان علي الثكل لسوء الفعل. فأرسلها مثلاً. وأنشأ يقول:

قد هان هذا الثكل لولا أنني ... أحببت قتلك بالحسام الصارم
ولقد هممت بذاك لولا أنني ... شمرت في قتل اللعين الظالم
فعليك مقت الله من غدارة ... وعليك لعنته ولعنة حازم

وقال قوم: إن رجلاً من طسم ارتبط كلباص فكان يسمنه ويطعمه رجاء أن يصيد به فاحتبس عليه بطعمه يوماً فدخل عليه صاحبه فوثب عليه فافترسه. قال عوف بن الأحوص:

أراني وعوفاً كالمسمن كلبه ... فخدشه أنيابه وأظافره

وقال طرفة:

ككلب طسم وقد ترببه ... يعله بالحليب في الغلس
طل عليه يوماً بقرقرة ... أن لا يلغ في الدماء ينتهس




 توقيع : ملكة الحنان










رد مع اقتباس