عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-01-2023, 03:23 AM
بْحھَہّ عِشّق غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
وسام جواهر مخمليه وسام انجازات لاتنضب وسام انامل ماسيه وسام فعالية اليوم التأسيسي 
 
 عضويتي » 334
 جيت فيذا » Dec 2021
 آخر حضور » 05-23-2024 (12:33 AM)
آبدآعاتي » 1,664,338
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » بْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond reputeبْحھَہّ عِشّق has a reputation beyond repute
ام ام اس ~
MMS ~
 
افتراضي حكم قول القائل : " لو كان رمضان طيلة السنة لقلت المنكرات ، ولكان ذلك أفضل "



السؤال:
ما حكم أن يقول المرء لو كان رمضان طيلة السنة لقلت المنكرات ،
ولكان ذلك أفضل ؟

مع العلم أن الشخص المتمني يعلم علم اليقين أن أحكام الله سبحانه

وتعالى لا تناقش ، وأنه لا أحد يقترح على الله سبحانه وتعالى .

الجواب :
الحمد لله
الذي ينبغي أن يمسك المرء لسانه ، ولا يتكلف ما ليس له به علم ،
ولا يتكلم فيما لا يعنيه ولا فائدة من ورائه .
وقول القائل : " لو كان رمضان طيلة السنة لقلت المنكرات " وإن كانت
لا تظهر لنا مخالفة شرعية في مجرد هذا القول ؛ لثبوت قلة المنكرات
في رمضان شرعا وقدرا ؛
لأن الشياطين تسلسل فيه ويقل إغواؤهم وإيذاؤهم ؛ فالذي ينبغي ـ

رغم ما ذكرناه ـ ألا نطلق ذلك ؛ فلا أحد يدري ما كان يصير أمر العباد

لو أن الله كلفهم بصيام السنة كلها ؛ فذلك من أمر الغيب الذي

لا يعلمه إلا الله ، وقلة المنكرات في رمضان الذي فرضه الله على
عباده ، ليس بلازم أن يكون الحال كذلك ، لو أن الله قدر عليهم أن
تكون السنة كلها رمضان ؛ وقد قال الله تعالى :
( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ

مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33، وقال تعالى :
( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ
كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36 .
وأما قوله : " ولكان ذلك أفضل " فهذا أدخل في الباطل ؛ بل فيه من
الجرأة على الله ، والقول على الله بغير علم ، الاقتراح عليه ما فيه ،
وهو أدخل في سوء الأدب مع الله ، وأشبه بالاعتراض على شرعه

وقدره سبحانه ، وقد منع الله تعالى أن يكون لأحد من خلقه شيء

من الاختيار معه ، كما قال تعالى :

( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/68 ، فنفى أن يكون لأحد من خلقه شيء من

الاختيار معه فيما خلق وقدر . وقال تعالى أيضا :

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/36 ، فنفى أن يكون لأحد من خلقه شيء من الخيرة في أمره
وشرعه .
وتأمل ما وقع في خلق آدم ، وما كان من شأن الملائكة مع رب العزة في

ذلك : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/30 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
" وهذا بحسب ظنهم أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك ، فنزهوا الباري عن ذلك ،

وعظموه ، وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسدة فقالوا: ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ )

أي: ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك ، ( وَنُقَدِّسُ لَكَ ) يحتمل
أن معناها: ونقدسك، فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص ،
ويحتمل أن يكون : ونقدس لك أنفسنا، أي: نطهرها بالأخلاق
الجميلة ، كمحبة الله وخشيته وتعظيمه ، ونطهرها من الأخلاق
الرذيلة.
قال الله تعالى للملائكة: ( إِنِّي أَعْلَمُ ) من هذا الخليفة ( مَا لا تَعْلَمُونَ ) ؛
لأن كلامكم بحسب ما ظننتم، وأنا عالم بالظواهر والسرائر، وأعلم

أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة ، أضعاف أضعاف ما في ضمن
ذلك من الشر فلو لم يكن في ذلك إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي
منهم الأنبياء والصديقين ، والشهداء والصالحين ، ولتظهر آياته
للخلق ، ويحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون خلق

هذا الخليفة ، كالجهاد وغيره ، وليظهر ما كمن في غرائز بني آدم من
الخير والشر بالامتحان ، وليتبين عدوه من وليه ، وحزبه من حربه ،

وليظهر ما كمن في نفس إبليس من الشر الذي انطوى عليه ،

واتصف به ، فهذه حكم عظيمة ، يكفي بعضها في ذلك
" انتهى من "تفسير السعدي" (48-49) .
والله أعلم .



 توقيع : بْحھَہّ عِشّق







رد مع اقتباس