عشق الليالي

عشق الليالي (http://www.ishqalyali.com/vb/index.php)
-   ♫.الجواب الكافي للفتاوي ♫. (http://www.ishqalyali.com/vb/forumdisplay.php?f=85)
-   -   معنى قول ابن القيم إن مدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة لا يصفو له التوحيد (http://www.ishqalyali.com/vb/showthread.php?t=9416)

نزف القلم 10-28-2020 08:41 AM

معنى قول ابن القيم إن مدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة لا يصفو له التوحيد
 
السؤال
أريد فهم هذا الكلام لابن القيم رحمه الله بشكل جيد، حيث وقفت عليه في كتابه "مدارج السالكين" لو تكرمتم بتوضيح المقصود منه، قال رحمه الله : "... ولا يمكن مدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة أن يصفو له التوحيد ، حتى لا يشرك بالله شيئا، هذا من أعظم المحال...."، وأعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله، ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وذله لغير الله، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمسا في بحار الشرك، والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه، إن كان له عقل، فإن ذل المعصية لا بد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفا من غير الله، وذلك شرك، ويورثه محبة لغير الله، واستعانة بغيره في الأسباب التي توصله إلى غرضه، فيكون عمله لا بالله ولا لله، وهذا حقيقة الشرك . "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين " فصل في منازل إياك نعبد » فصل منزلة التوبة » فصل الكبائر ص335 . السؤال : كيف إن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله، ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وذله لغير الله، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمسا في بحار الشرك، وهل يمكن ضرب أمثلة على هذا؟ والسؤال : هل هذا الكلام يعني أن مرتكب الكبيرة والمُصر علي صغائر الذنوب لا يمكن أن يحقق التوحيد المنجي له في الآخرة (لا يشرك بالله شيئا)، وسيلقي الله مشركاً كافرا وـ العياذ بالله ـ ؟
الجواب
الحمد لله.
أولا:
كلام ابن القيم رحمه الله واضح، ومداره على أن الإصرار على المعصية يوجب تعلق القلب بغير الله، خوفا، وحبا، وذلا، وتوكلا، وهذا من الشرك.
ومثاله: من كان مصرا على الزنا أو المخادنة أو الفاحشة، فإن هذا يقتضي تعلق قلبه بمن يحب، وذله له، وتوكله عليه، وخوفه من فراقه، والسعي بكل طريق لإرضائه، وقلما يسلم المصر من شيء من ذلك.
وكذلك من كان مصرا على السرقة، فلا يخلو من تعلق قلبه بالمال، وجريه خلفه، وذله بذلك، وخوفه من فقده ، ونحو ذلك.
فالمعصية تورث الذل والخضوع والتعلق، وذلك مناف لكمال التوحيد، وفي صاحبها من العبودية لغير الله على قدر إصراره وتعلقه بالمعصية، ولهذا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ ) رواه البخاري (2887).
فالذي تعلق قلبه بهذه الأشياء ، لم يعد يرضيه ما يرضي الله ، ولا يسخطه ما يسخط الله ، وإنما يرضى إن أعطي ، ويسخط إذا لم يعط ، وهذا نوع من الشرك .
ثانيا:
التوحيد الذي يحرق جميع الذنوب، ويعصم العبد من دخول النار مطلقا، هو التوحيد الكامل الخالص من شوائب الشرك، وهذا التوحيد يبعث على فعل الطاعات وترك المنكرات ولابد.
وفي الحديث القدسي: (قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً) رواه الترمذي (3540)،وصححه الألباني.
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله قبل الموضع الذي ذكرت: "فاعلم أن هذا النفي العام للشرك - أن لا يشرك بالله شيئا البتة - لا يصدر من مُصِر على معصية أبدا".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " قوله: لا تشرك بي شيئا" : جملة " لا تشرك" في موضع نصب على الحال من التاء، أي: لقيتني في حال لا تشرك بي شيئا.
قوله " شيئا" نكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي لا شركا أصغر ولا أكبر.
وهذا قيد عظيم ، قد يتهاون به الإنسان، ويقول: أنا غير مشرك؛ وهو لا يدري!! فحب المال مثلا، بحيث يلهي عن طاعة الله: من الإشراك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة..." الحديث. فسمى النبي صلى الله عليه وسلم من كان همه الدينار سماه عبدا له" انتهى من "القول المفيد" (1/ 77).
وقال رحمه الله: "أما بالنسبة لجعل المعاصي كلها شركاً: فهذا نعم، بالمعنى العام؛ لأن المعاصي إنما تصدر عن هوى، وقد سمى الله تعالى من اتبع هواه متخذاً له إلهاً، فقال: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ) [الجاثية:23]...
إذا وردت النصوص بالشرك، ولكنه بمقتضى القواعد العامة للشريعة لا يخرج من الإسلام؛ فهو شركٌ أصغر، مثل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (192/ 13).
والحاصل :
أن مدمن الكبيرة - وليس مرتكبها فقط -، والمصر على الصغيرة، لا يسلم من الشرك الأصغر، والشرك الخفي، وهو تعلق القلب وذله وخوفه وحبه وتوكله على غير الله، لكنه لا يخرج من الملة بهذا، ما لم يستحل المعصية، ولكنه لا يكون محققا للتوحيد الخالص الذي وعد صاحبه بالنجاة التامة، بل يكون عرضة لدخول النار، عافانا الله.
وهذا يبين أهمية التوبة، وعدم الإصرار على المعصية، ولهذا قال تعالى في شأن المتقين: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) آل عمران/133- 136
وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (287492) .
والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

أميرة الشموخ 10-28-2020 01:48 PM

http://lyal-alomr.com/vb/images/smilies/861.pngطرح قيـم باركـ الله فيكـ
جـــزاكــ الله خيــر الجـزاء http://lyal-alomr.com/vb/images/smilies/861.png

روح انثى 10-28-2020 03:45 PM

جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك

وفي انتظار المزيد


http://investigate-islam.com/fwasel/29.gif

جاسر 10-29-2020 08:51 AM

طرح رائع
يعطيك العافية على هذا الابداع
سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز

أنفآس غاليهآ 10-30-2020 09:51 AM

جزاك الله خيراً وعم بنفعه الجميع
وجعله بميزان حسناتك

خفوق الروح 10-30-2020 08:10 PM

،/https://a777m.com/vb/images/smilies/redroseplz.png

جَلبَ مُيَّز
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
،/
https://a777m.com/vb/images/smilies/redroseplz.png

سيف ذيزن 11-03-2020 09:49 AM

جزاك الله خيرا وبارك بك
لهذا الجلب الطيب
وهذا العطاء المفعم بالخيرات
نفع الله بك وجعله في موازين حسناتك يارب
تقديري لجهودك الدائمة
دمت بمرضاة الله

النـور 11-06-2020 02:31 PM

جزاك الله خيرًا

في ميزان حسناتك

ادريس 11-08-2020 06:57 PM

جزاك المولى الجنة
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك

https://a777m.com/vb/images/smilies/100%20(105).gif

سهر الليالي 04-15-2021 03:44 PM

بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

بْحھَہّ عِشّق 04-16-2022 07:31 PM

طرح مميز
بارك الله فيك واسعدك في الدارين

بْحھَہّ عِشّق 04-16-2022 07:31 PM

طرح مميز
بارك الله فيك واسعدك في الدارين

أمير المحبه 08-21-2022 01:42 PM

جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري


الساعة الآن 11:47 PM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas