عشق الليالي - الحياة قوس قزح

الحياة قوس قزح

تتنوع الحياة وتختلف فيها الألوان والأشكال، فلا تبقى هادئة طيلة الوقت،

وهناك الكثير من التقلبات التي قد نعاني منها، فهي تتغير كما يتغير

الطقس، أحياناً تهبط وتصعد ومعها تختلف الأحاسيس كألوان قوس قزح،

ربما نبدأ حياتنا بشيء من السعادة والاستعداد للعمل، ولكن قد نتعرض لبعض

المواقف في الطريق أو حتى لبعض المضايقات في العمل، وهكذا، ليس

بالضرورة أن تكون حياتنا بالكامل هي عبارة عن فرح وسعادة وهدايا ومكافآت

وترقيات وسفر ومحبة ورخاء، فقد تتعرض لبعض المطبات الحياتية التي قد

تصيبك وتتفاجأ بها دون مقدمات في المنزل والعمل والشارع وحتى بين أهلك

وأسرتك وأقاربك.

الحياة تشبه تقلبات الطقس، لذلك فأي شيء قد يحدث لك قد يبدل حياتك

وأحاسيسك، فأنت قد ترى مشهداً مؤلماً فيظل طيلة اليوم يؤثر فيك، أو قد

تسمع ما يؤذي مشاعرك، وغيرها من الأمور التي نتعرض لها خلال مواقف

الحياة؛ لذلك لا تضع شروطاً في الحياة، البعض يضع بعض الاشتراطات في حياته

حتى يشعر بالسعادة، ماذا لو لدي سيارة كنت شعرت بالسعادة؟ لو أصبح لدي

عملي الخاص، أو استطعت السفر أو حتى امتلكت منزلاً وغيرها؛ لذلك البعض

يربط نفسه ببعض الأمور المحددة ويظن أن اقتناءه لشيء محدد هو السبب

الذي يجعله يشعر بالارتياح والسعادة

يظن بعض الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس هو

الصحيح، حيث إنّ النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة»، ربما لو نظرنا حولنا قليلاً

لوجدنا أن الكثير من الشخصيات المشهورة من حولنا نراها على وسائل التواصل

الاجتماعي بصورة غير حقيقية للواقع، تمتلك الكثير من الأموال والنجاحات

والشهرة ورغم كل مقومات النجاح وملكات الشهرة والثراء والسفر إلى أماكن

كثيرة وآلاف المعجبين ولكن في الحقيقة هم تعساء لديهم أمراض نفسية

كثيرة مثل الاكتئاب والانفصام وربما تصل بهم إلى الانتحار؛ لذلك لا تضع

مسطرة وقياساً وتريد أن تسقط عليها الجميع، ولا تتوقع أن الجميع لديهم

نفس العواطف أو الاهتمام في الحياة، بل ما هو مهم بالنسبة لك قد يكون

لدى الآخر شيئاً متواضعاً، وما تعتبره حيوياً قد يكون شيئاً عادياً بالنسبة للآخر.

الحياة لها إيقاعات متعددة متنوعة لا يمكن لأي واحد منا أن يلم بها جميعها،

هذا التعدد والتنوع هو مثل ألوان قوس قزح الذي يمنحنا فرصة التجديد

وفرصة التطلع دوماً لعمل شيء جديد ومبتكر وفريد وناجح، حيث يقول إبراهام

لينكولن: «يكون المرء سعيداً بمقدار الدرجة التي يقرر أن يكون عليها من السعادة.