عشق الليالي - تاريخ العراق القديم/مسلة الملك شلمنصر الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تعرف المسلة السوداء أو مسلة شلمنصر الثالث السوداء بأنها عمود صخري مكون من حجر الجير الأسود، ويبلغ طولها 197 سم وعرضها 45 سم، ويعود تاريخها إلى العام (824-858) قبل الميلاد، حيث تنسب إلى الإمبراطورية الآشورية الحديثة، وقد عثر عليها في منطقة نمرود شمال العراق عام 1845 من قبل العالم البريطاني أوستن هنري لايارد، وهي معروضة الآن في المتحف البريطاني في لندن، وذلك باعتبارها واحدة من الآثار التي تحيي أعمال الملك الآشوري شلمنصر الثالث.

أهمية المسلة السوداء
http://guide.opensooq.com/wp-content...%A7%D8%A1.webp
لهذه المسلة أهمية تاريخية عظيمة تتجسد في كونها المسلة الآشورية الأكمل التي تم العثور عليها خلال أعمال التنقيب التي أجريت في مختلف أنحاء العراق، وكونها تمثل التصوير الأقدم للرموز التوراتية؛ حيث تظهر فيها صورة لرجل في حلة كنعانية يسجد عند قدمي الملك الآشوري شلمنصر الثالث، وتحتها عبارة: “جزية ياهو بن عمري”، والجدير بالذكر هنا أن هذه المسلة قد شيدت على أنها نصب في زمن الحرب الأهلية عام 825 قبل الميلاد.

وصف المسلة السوداء
http://guide.opensooq.com/wp-content...%A7%D8%A1.webp
تضم هذه المسلة مجموعة من النقوش التي أنجزت باستخدام طريقة النقش البارز، ويبلغ عددها 20 نقشاً، وتؤلف جميعها 5 لوحات متكاملة تغطي كلاً من السقف والجوانب الأربعة، وقد تم وصف كل لوحة منها بنص مسماري في الأعلى، ومجموعة من النقوش والكتابات المسمارية الطويلة في الأسفل والتي ذكرت فيها الأعمال السنوية للملك شلمنصر الثالث، وقد لوحظ تعدد الحملات العسكرية التي كان يقودها الملك الآشوري والقادة العسكريين لكل عام حتى العام الحادي والثلاثين للحكم، إضافةً إلى ذلك فقد ظهر في اللوحات المنقوشة على جوانب المسلة خمسة ملوك مهزومين يقدمون الجزية ويسجدون أمام الملك الآشوري شلمنصر الثالث وهم:

سوا الجزية/ مداتو من منطقة جيلزانو شمال غرب إيران.
ياهو من بيت عمري ملك يسر إل، وقد أشار بعض الباحثين إلى أن اسمه هو يورام وليس ياهو.
الجزية من مزوري، مملكة في كردستان العراق.
مردوخ أبيلي أصر من شوهي على الفرات الأوسط.
قلباروندا من باتينا، منطقة أنطاكيا في تركيا حالياً.
إضافةً لما سبق، تصور هذه المسلة قصة تقديم ياهو ملك إسرائيل للجزية عام 841 قبل الميلاد، وكيف أنهت مملكته تحالفها مع الفينيقيين ومملكة يهودا لتصبح خاضعة للإمبراطورية الآشورية، وقد ذكر ذلك في الترجمة التي جاء نصها كما يأتي: “جزية ياهو ابن عمري: استلمت منه فضة وذهب، وعاء ذهبي ومزهرية ذهبية مدببة من الأسفل، وأقداح ذهبية ودلاء ذهبية وعلبة وأشياء للملك ورماح”.
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي