عشق الليالي - لماذا كان ردك قاسي يا ليلى .. الجزء الاخير ...

لماذا كان ردك قاسي يا ليلي .. الجزء الاخير ..

كان الرد من ليلى هو طلب استقالتها من الوظيفة !!! .. تعجب سيف و أصابه شي من الذهول و التعجب فهو يعرف جيدا إنها ليست مخطوبة و ليس لها حبيب كما انه يشعر في قرارة نفسه إنها تميل إليه و إن الطريق إلي قلبها سيكون سهل و يسير . و من ناحية أخر ي أين يجد سكرتيرة تقوم بعملها بجدارة مثل ليلى . إلا إن هذا ليس مهم بكثير ..

كل هذه الأفكار دارت في عقله خلال ثواني معدودة .

نهض سيف من كرسيه مسرعا ليلحق بها و يستوقفها قليلا إلا انه تأخر على ذلك ليلى قد ركبت السيارة وغادرت المكان .

رجع سيف إلي منزله حزين مشتت الأفكار و اتجه مباشرة و ألقي بنفسه على احد مقاعد الجلوس يفكر كيف يمكن إن يتصرف ثم اهتدى إلي إن يبعث لها برسالة عبر هاتفها مختصرة قال لها فيها :

( لماذا كان ردك قاسي يا ليلي اعطيني سبب ) .

و جاء الرد إليه من ليلى سريعا دون تأخير قالت فيها :

( بانها لا تستطيع إن تستمر معه و أنها لا تحبه ولا تشعر تجاهه سوي بمشاعر الأخوة و إنها تعتبره مجرد صديق وأخ لا اكثر ولا اقل وهي سوف تتزوج خلال وقت قريب ) . قالت هذه الكلمات و دموعها كانت رقراقه على خديها .

كانت ليلي تكذب في كل أحاديثها .. و تتنكر لمشاعرها و إعجابها بسيف و تحاول جاهدة أخفاء هذه المشاعر و التهرب منها فهي تخشاها بشده ، ولا تريد التورط في علاقة قد تجعلها تخسر نفسها قلبها و أمها .

لم يدرك سيف إنها غير صادقة في كلامها و استسلم لهذا الواقع المرير .

بعد فترة من الزمن انهار سيف نفسياً واصبح منغلقاً علي نفسه لساعات وأيام وشهور ، قليل ما يتحدث مع احد ومنعزل عن كل شيء حوله و أصبحت أحواله شركته تتدهور) .

كانت ليلى تتابع أخبار سيف و أحوال الشركة فتردت حالتها هي أيضا . فهي تعيش في صراع دائم بين قلبها و عقلها و عهدها الذي قطعته على نفسها بان تكرس حياتها إلي أمها المقعدة فقط .. ساهرة الليل .. دامعة العين .. مطربة الفؤاد .. حزينة الروح .. لا تفارق صورة سيف عيونها أو مخيلتها و أخدت تفقد جمالها و نظارتها و تخبو شيئا فشيا مثل الشمعة الموقدة . و كل ما تسألها أمها ماذا بك يا ابنتي ترد عليها بإجابة واحد هي ( لا شي يا أمها ) .

عرفت الأم المقعدة على كرسيها إن ابنتها تغير حالها و تبدلت أحوالها منذ تركها العمل بالشركة .
جاء موعد مراجعة الأم لطبيبها و كانت ليلى دائما تأخذها إلي الطبيب صحبة أخيها إلا إن هذه المرة طلبت الأم من ليلى البقاء بالمنزل و يحملها أخيها فقط .
و بعد مراجعة الطبيب طلبت من ابنها إن يأخذها إلي الشركة التي كانت تعمل فيها أخته .. نزلت من السيارة و أخدت عكازها المتحرك ذات الأربع عجلات يساعدها ابنها حتى دخلت الشركة و وصلت مكتب سيف .
لاحظت انه لم يكن هناك سكرتيره طرق ابنها محمد الباب و فتحه و القي التحية على سيف و ما إن جاء سيف نظره على المرأة و هي على عكازها المتحرك حتى نهض من باب الاحترام مسرعا نحوها ليساعدها و هو يرد التحية حتى أوصلها للمقعد .
ثم قال سيف : بماذا أخدمك يا أماه .
فقالت : له احق تعتبرني امك يا بني .
فرد عليه قائلا : أمي ماتت رحمة الله عليها و صدقيني أني أراك في مقامها هذه اللحظة ..
ولكن لم تعرفيني عن نفسك !!..
فرد ابنها محمد : الم تعرفني يا سيف ؟!!! ..
نظر سيف مليئا في وجه محمد و صمت برهه ثم قال :
هل انت محمد اخو ليلى التي كانت تعمل معي هنا ؟ !! .
فرد محمد : نعم هو أنا .. فنهض سيف من مقعده و ذهب إلي أم ليلى و قبل راسها و قال لها :
انت ليست في مقام أمي بل انتي أمي بأذن الله .
طلبت الأم من ابنها محمد إن يذهب و ينتظرها في السيارة فقد عرفت إن سيف يحب ابنتها ليلى و إن ابنتها هي أيضا تحبه فحاله يشبه حاله و سوف تحل هذه المشكلة .
و بعد إن خرج ابنها محمد سئلت سيف قائلة له :
ما الذي حصل بينك و بين ابنتي ليلى حتى تركت العمل معاك يا بني ؟ لا تخفي عني فابنتي اخبر تني بكل شي و أحببت إن اسمع منك !! ..
فقال لها سيف : صدقيني يا أماه لم أتحدث معها في شي يسئ لها .. كل ما في الأمر أني أعجبت بها و بأخلافها فطلبتها للزواج فقالت لي إنها تراني أخا و صديق و إنها سوف تتزوج قريبا و تركت العمل و غادرت الشركة .. هذا كل ما حصل بيننا و لا أظن إني ارتكبت خطاء فهده سنة الحياة ..
فقالت له .. لا والله انت لم تخطى يا بني و أنا أردت إن أقول لك هي ألان أصبحت مثل الوردة ألعطشه تذبل شيا فشيا لأنها تحبك و كل ما قالته لك هو غير صحيح إنما هي عاهدت نفسها إن تعيش حياتها لتخدمني ما دمت حيا .

فان كنت تريدها حقا يا ابني تعال إلينا يوم الخميس القادم و اطلبها مني و من أخيها للزواج فوالله منذ إن دخلت شركتك و رأيت كرسيها لم يجلس عليه احد عرفت انك تحبها .

نهض سيف نحوها فرحا و هو يردد : و لن يجلس عليه احد غيرها .. و لن يجلس عليه احد غيرها .. و قبل رأسها و يدها و الفرحة تزغزغ قلبه ولا يدري كيف يخفيها و إين يداريها و يقول لها سآتي إليكم يا أمها أنا و خالتي يوم الخميس بعد صلاة العصر بأذن الله .
فقالت له .. نحن في انتظارك إدن و إذا تكرمت يا بني ساعدني حتى اصل السيارة .

و كيف لا يا أمها فانت من اليوم ستكوني أمي و لن أناديك إلا يا أمي .

رجعت الأم إلي البيت و في الطريق حكت إلي ابنها كل شي و قالت له سوف أزوجهما فما رأيك .. فقال لها ما ترينه يا أمي هو الصوب و نحن لن نخرج عن أردتك . و دخلت البيت و نادت ابنتها و قالت لها : يا ابنتي اعلم انك تحبينني حبا كبير و انك قد وهبتي حياتك لخدمتي و اليوم أريد إن أسألك سؤال غريب و لا تجيبي عليه إلا بتفكير ..
فقالت ليلى أسئلي يا أماه . .

فقالت : انتي دئما ترددي بانك وهبتي حياتك لخدمتي و هذا يعني إن حياتك ملك لي وحدي استطيع إن افعل بها ما أشاء .. فهل حقا هي ملكي و افعل بها ما أريد دون إن تعارضي أو تعترضي ؟ !! ..
فقالت ليلى .. ما هذا السؤال يا أماه أنا جارية لديك .. فوالله لو انك تبيعيني في سوق النخاسة لا أعارض ابدأ ..
فقالت الأم .. مدام حيتك هي ملك لي فانا قد تصرفت فيها و سوف يأتي يوم الخميس سيف مديرك السابق و يطلبك للزواج و أنا قد أعطيتك له فهو ولدي مثل ما انتي ابنتي ..
أصاب ليلى الذهول بل انقطع صوتها فلم تجد الكلام فقد وجدت نفسها في حل من وعدها لــ أمها فلم تستطيع إن تلفظ بأنفاس كلمة فقد حاصرتها أمها من كل ناحية و ليس أمامها إلا القبول ..
و كما وقع مع سيف قامت و قبلت رأس أمها و احتضنتها و نزفت دموع الفرح و السعادة ثم قالت :
أوافق يا أمي بشرط إن تعيشي معي في بيتي ..
فقالت الأم : بدون أي شروط حياتك وانأ تصرفت فيها كما يحلو لي و أريد .. و لكن لا أمانع يا ابنتي بشرط إن يوافق أخوك محمد أولا ثم سيف تأنيا ..

غادرت ليلى إلي حجرتها و هي تشعر و كانها فراشة طائرة بين الورود . فقد رجعت الحياة إليها بعد ما سقيت تلك الوردة ألعطشه ماء الحياة من جديد
استلقت على سريرها لبرهة ثم ارتسمت على محياها ابتسامة جميلة و أخدت هاتفها و اتصلت بسيف الذي لم يكن يتوقع هذا الاتصال فهو أيضا .
نهض واقف و استقبل الاتصال فقالت له : مساء الخير .. فرد عليها وهو يترقب ما ستقول : مساء النور .
فقالت يا سيف .. العشاق يطعنون القلوب بالخناجر و السهام أما انت فطعنت قلبي بسيفك يا سيف ..

أنا انتظرك يوم الخميس لتشفيني من جرح سيفك فلا تتأخر ..

فقال لها .. يا نبض القلب و سر الروح في هذه اللحظة اشعر الآن بان الشوق الذي احمله لك في قلبي انبت جنحان على ظهري سأطير بهما إليك تحملني لهفة حبي و أشواقي فانتظريني يا من أعدتي لي الحياة ..

تزوج سيف من ليلى و عاد النشاط و الحياة لهما بفضل الله و فضل هده الأم الحكيمة التي أبرت ابنتها من عهدها و أعادة السعادة و البهجة إلي نفسها ..

.... انتهت ....

بقلم / سيف ذيزن ..