عشق الليالي - الاعتذار فن لا يجيده الا النبلاء .. ( بقلمي ) ..

الاعتذار فن و ثقافة لا يجيده الا النبلاء ..

ليس منا من لا يُخطئ، وليس منا من هو معصوم .. فالخطأ وارد من ..
الصغير .. والكبير.. من العالم .. والعامي .. ومن الحاكم والمحكوم ..

نخشع قليلا ثم نقول : ( آسف جدًا ) او نقول ( أعتذر منك ) ..
هما كلمتان لهما وقعهما و سحرهما من بين كل كلمات الاعتذار عن الاخطاء ..
كل انسان معرض للخطاء ..
و ليس عيبا الخطاء و لكن العيب هو التمادي و الاستمرار في الخطاء .
الاعتذار بلا شك سلوك حضاري وفن ومهارة اجتماعية تزيد من الألفة والمحبة والتقارب
بين جميع أفراد المجتمع ..
كما أن ديننا الإسلامي الحنيف من أكثر الأديان حثا على التوبة والاعتذار بجميع مفرداتها ومشتقاتها ..
حتى الانبياء عليهم السلام ابتداء من ادم عليه السلام اخطاؤ ثم انانبوا و تابوا و قدموا الاعتذار و طلبوا الغفران ..
فلا يوجد ابد من البشر من هو معصوم من الخطاء ..

معنى و مفهوم الاعتذار ...

الاعتذار فن إنساني لا يتقنه جميع البشر، رغم أنه لا يتطلب علماً أو ثقافةً كبيرين
بل شيء من أدب وتواضع ، وقدرة على كبح جماح النفس الأمارة بالسوء ..

انواع الاعتذار ..

الاعتذار الشكلي او السطحي ..
غالبا ما يكون رفع للوم و العتب و لكنه غالبا بالعموم غير صادق ..

اعتذار مجاملة ..
يهدف الي مجاملة ما عن خطاء بسيط قد لا يستدعي الاعتذار و ربما يكون بهدف لفت الانتباه ..

اعتذار سريع ..
غالبا ما يتم تقديمه فور حدوث الخطاء الدي ربما يكون عارضا او نتيجة سؤ فهم ..

اعتذار مجادلة ..
وهو اعتذار يصاحبه او يسبقه جدل لا يعترف بالخطاء انما يسعى
الي تبريره و قد يكون اعتراف جزئي للخطاء رفعا للخطاء ..

اعتذار المكره ..
يكون هذا الاعتذار بناء على خشية سلطة او قضاء او اشخاص ذوي نفود
او تجنب لخسارة شخصما او تلافي عقوبة ..

اعتذار صريح ..
هو الاعتذار الواضح الذي لا لبس فيه الناتج عن قناعة المعتذر بخطئه
و يسعى الي اصلاحه و يحافظ به على كسب ود الاخرين ..

اعتذار عام ..
وهو اعتذار يسعى لكسب شعبية .. وعادة ما يقدم من شخصيات اعتبارية
كالزعماء او المسؤولين او مؤسسات لها صلة بالدولة و المجتمع ..

اقوال جميلة عن الاعتذار ..

ــ الاعتذار .. ليس كلمة تقال في زحمة الحديث .. وتبرير الخطأ
أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك ما خاطئ..

ــ الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه ..

ــ يُخطئ الإنسان في حق الآخرين، ولكن المشكلة تكمن في إصلاح ذلك الخطأ بالاعتذار ..

ــ الكثير منا يرى ان الاعتذار خضوع وذل ومهانة و لكن هو في الاساس
قوة وشجاعة ومراجعة للذات ..

ــ الاعتذار بكل تاكيد من شيم الكبار، تقافتنا تمنحه للأقوياء دون الضعفاء ..

ــ الاعتذار هو شجاعة تعبر عن الثقة بالنفس و القدرة على تحمل تبعيات الخطأ ..

ــ أصناف الأخطاء تتفاوت فيما بينها، فخطأ .. العالم .. ليس كخطأ العامي .. وخطأ الكبير ..
ليس كخطأ الطفل الصغير.. وكذلك خطأ المسؤول .. ليس كخطأ غيره ..
فحجم الخطأ يترتب عليه حجم الضرر ..

ــ الضعفاء وحدهم يسارعون في تبرير اخطائهم و يجادلون
بالباطل رغم وضوح الخطاء لديهم ..

ــ الكرماء هم من يقبلون الاعذار لعلمهم ان كل البشر خطاؤن
و ان الاعتراف بالذنب فضيلة ..

ــ الاعتراف بالذنب فضيلة و التمادى و الاستمرار في الخطاء رديلة ..

ــ ليس عيبا الاعتراف بالخطأ، فمن سمات الرجال الأكابر البعد عن تبرير
أخطائهم والمسارعة إلى الاعتذار، وعدم المجادلة بالباطل في الأمورالتي ظهر فيها خطؤهم ..

ــ عدو الاعتذار .. التكبر و الانانية و الخوف من فقدان الهيبة و الظهور بمظهر الضعف امام الاخرين ..

ــ جمال و روعة الاعتذار يكون بنفس رضية و وجه بشوش
يذيب جبال ثلوج الحقد و يطفئ نار البغضاء و الكراهية ..

ــ الاعتراف بالخطأ أطيب للقلب وأدعى للعفو و المحبة .. والاعتذار لن يُنقص
من قدر الرجل شيئا بل على العكس تماماً، سيُعلي من قدره عند الآخرين ..

ــ عدم الاعتراف بالخطأ هو ضعف الشخصية، ومحاولة التملص من تحمل المسؤولية
أو محاولة تحسين الصورة والظهور بالمظهر اللائق أمام الآخرين ..

ــ الاعتراف بالخطأ سلوك إيجابي يتحلى به الرجال الذين إذا ما بدر منهم
يسارعون إليه
فهم لا يفرقون لمن يُقدمون عبارة ( أعتذر) أو ( آسف) لرجل كان أو امرأة
صغيراً كان أو كبيرا ..

ــ عندما لا يفهمك الغير بادر بالاعتذار ولو كنت على صواب فتكون قد سميت
بنفسك بينهم ..(كلنا خطاؤون وخير الخطائين الثوابين ) ..

ــ مثلما أن الاعتذار واجب فإن قبول الاعتذار والصفح أوجب . لأنه خلق الكرماء والنبلاء، ..
اعتذروا فالاعتذار محبة و مودة و سمو بالأخلاق و مغفرة للأحقاد ..

من منكم لا يُخطئ فنحكم له بالعصمة ؟ !! ..

فكم من نفس حزينة .. او قلب مكلوم .. أو خاطر مكسور تجبره ..
كلمة ( أنا آسف) أو ( أعتذر لك)..

دمتم احبتي بنفس رضية .. و كلمة نقية تجمعنا على محبة الله سويا ..

هذا ما تيسر ايراده و تهيا لي اعداده ..

بقلم /
سيف ذيزن ..