عشق الليالي

عشق الليالي (http://www.ishqalyali.com/vb/index.php)
-   ♫. ليالي قطوف دانية ♫. (http://www.ishqalyali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   إستعظم ذنبك (http://www.ishqalyali.com/vb/showthread.php?t=8264)

ادريس 09-09-2020 10:00 AM

إستعظم ذنبك
 



يصف الله عباده المتقين بقوله: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). [الذاريات 17-18].
وفي آية أخرى: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ). [آل عمران 16-17].
فرغم ما هم عليه من تقوى وعبادة وإنفاق وقيام الليل إلا أنهم يستغفرون الله في الوقت الذي يرونه أقرب للإجابة.

ويصور حال المؤمن مع المعصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تصويراً دقيقاً بالغاً فيقول:
"إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه
فقال به هكذا - قال أبو شهاب بيده فوق أنفه -". [رواه البخاري 6308].

قال ابن أبي جمرة:
"الحكمة في التمثيل بالجبل أن غيره من المهلكات قد يحصل التسبب إلى النجاة منه، بخلاف الجبل إذا سقط على الشخص لا ينجو منه عادة".
[فتح الباري 11/ 105].

وقال المحب الطبري:
"إنما كانت هذه صفة المؤمن لشدة خوفه من الله ومن عقوبته لأنه على يقين من الذنب، وليس على يقين من المغفرة،
والفاجر قليل المعرفة بالله، فلذلك قل خوفه واستهان بالمعصية". [فتح الباري 11/ 105].

أخي الكريم: لو وضعت نفسي وإياك على ميزان ابن مسعود رضي الله عنه عنه، وكيف نرى معاصينا
وذنوبنا ففي أي الكفتين ترانا نكون؟!. أنحن من أولئك الذين يرون ذنوبهم كالجبال أم من الذين يرونه كالذباب؟!.

وهذه الحساسية المرهفة والوجل من الذنب واستعظامه ليست صفة اختص بها
ابن مسعود رضي الله عنه بل صفة غالبة عند عامة الرعيل الأول.

ففي البخاري عن غيلان عن أنس رضي الله عنه قال:
"إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا نعد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الموبقات".
[رواه البخاري 6492].

ويقف المسلم أمام هذا الأثر مشدوهاً متسائلاً. يقول ذلك أنس رضي الله عنه لأحد التابعين
وأحد تلامذته مصوراً النسبة بين رؤية أولئك لذنوبهم ورؤية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ويتساءل في نفسه ماذا عسى أن تكون ذنوب أولئك التابعين؟!. وكيف تكون النسبة
بين رؤيتنا لذنوبنا وتقصيرنا وبين ذاك الجيل؟!. وماذا عسى أنساً رضي الله عنه أن يقول لو رأى ما نحن عليه؟!.

والشعور نفسه نلمسه عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إذ يقول:
"إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقاً،
وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات". [رواه ابن أبي عاصم في الزهد 69، وأبو نعيم في الحلية 1/ 279].

وهو أيضاً عند خير الأمة وأبرها بعد نبيها صلى الله عليه وسلم .
فقد دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- وهو آخذ بلسانه وهو يقول:
"لساني أوردني الموارد". [رواه ابن أبي عاصم في الزهد 18، 19، 22، وابن أبي شيبة 9/ 66، وأبو نعيم في الحلية 1/ 33].

في غزوة الحديبية جاء المسلمون وهم في شوق ولهف لبيت الله فصدهم المشركون وصالحهم
صلى الله عليه وسلم على ذلك، فوقع في نفوس أصحابه ما وقع فجاء عمر رضي الله عنه
إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: ألست نبي الله حقاً؟!. قال: بلى، قال: ألسنا على
الحق وعدونا على الباطل؟!. قال: بلى، قال: فلم نعطى الدنية في ديننا إذاً؟!. قال:
إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قال: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟!. قال:
بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟!. قال: قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومُطوِّف به،
فأتى عمر رضي الله عنه أبا بكر فقال له نحواً من ذلك، فأجابه بمثل ما أجابه به صلى الله عليه وسلم.
[رواه البخاري 2732، ومسلم 1785 من وجه آخر بنحوه].


ترى ما الدافع لعمر رضي الله عنه أن يراجع النبي صلى الله عليه وسلم ويناقشه،
أليس الرغبة في نصرة الدين والطواف بالبيت وعبادة الله؟!.

لكنه رضي الله عنه ما يلبث أن يستفيق ويعدَّ هذه المراجعة ذنباً فيجتهد في
الأعمال الصالحة علها أن تكفر عنه. يقول رضي الله عنه فعملت لذلك أعمالاً.
وفي رواية ابن إسحاق: "وكان عمر يقول مازلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ".

قال الحافظ ابن حجر:
"وإنما عمل الأعمال المذكورة لهذه وإلا فجميع ما صدر منه كان معذوراً فيه بل هو مأجور لأنه مجتهد فيه". [فتح الباري 11/ 347].

فإذا كانت هذه سيرة القوم فيما اجتهدوا فيه فكيف بمن يأتي المعصية عياناً؟!.


نزف القلم 09-09-2020 10:40 AM

جَزآك اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ
جَعَلَ يومَك نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَك
دَآمَ لَنآ عَطآئُك

عشق الليالي 09-09-2020 05:12 PM








آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
بارك الله فيك

علىَ هذا الطَرح الآنيقَ والمميز
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ المُخمليِهَ لِا جلبهآ

الجديد ومفديد
جَزيَلِ شُكِريَ
..ْ~|
عشق اليالي









أميرة الشموخ 09-09-2020 06:41 PM

http://lyal-alomr.com/vb/images/smilies/861.pngطرح قيـم باركـ الله فيكـ
جـــزاكــ الله خيــر الجـزاء
http://lyal-alomr.com/vb/images/smilies/861.png

روح انثى 09-09-2020 10:47 PM

جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد

http://investigate-islam.com/fwasel/29.gif

خفوق الروح 09-12-2020 12:03 PM

طرٍح رٍآئع كَ ع ـآدتك ...
يتمـآيل آليـآسمين شذى بجمـآل متصفحك ..
ؤتترٍآقص آلـ ؤرٍؤد متعطرة برٍؤعة مَ طرحته أنـآملك
لرٍؤحك أطيب آلـ ؤرٍد ؤأكـآليل آلـ زهرٍ

معطرٍة برٍقةرٍؤحك ..

Virus 09-12-2020 02:41 PM

طرح رائع ومفيد
تسلم الايادى المميزه
على كل ما تقدمه لنا
جزاك الله عنا كل خير
وأثابك حسن الدارين
ومتعك برؤية وجهه الكريم
شكرا جميلا لقلبك
ورضا ورضوان من الله تعالى
يعطيك /ـكِ ربى الف عافيه
مجهود اكثر من رائع ومتميز
تقبل /ـلى تحياتى واعجابى لشخصك الكريم
مر من هناVirus

بنت حرب 09-16-2020 05:39 AM

جزاك الله خيراً وعم بنفعه الجميع
وجعله بميزان حسناتك

سيف ذيزن 09-22-2020 01:00 PM

بارك الله فيك
وفي جهودك الطيبة
وأسأل الله لكم الأجر والثواب على جميل عطائكم

سيف ذيزن 10-19-2020 07:28 PM

تسلم الأيادي ... على رووووعة الطرح ..
جعله الله لك في ميزان الحسنات ..
طرح رائع و وقيم ..
أنار الله قلوبنا و قلوبكم بنور الإيمان و رضى الرحمن ..
سلمتم على روووووعه طرحكم ..


الساعة الآن 08:12 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas