سيف ذيزن
11-09-2020, 09:34 AM
.
.
سليم و رحلة الضياع .. الجزء الاخير ..
تعرف سليم على العاملين بالمستشفي و صار يساعدهم و يتعلم منهم في صمت دائم . و بعد مرور اكثر من سنة خرج كعادته يهرول لممارسة الرياضة اليومية على الرصيف في طريقه إلي الحديقة العامة فشاهد طفل يقطع الطريق فصاح عليه ( لا أراديا ) باللغة العربية مرة و باليابانية مرة أخري ولكن الطفل لم ينتبه فاسرع إليه و خطفه بسرعة من أمام السيارة و انقده . و ما إن حاول الوقوف حتى تجمع حوليه الناس و هم يشكرونه و يصفقون له .
سرته تحية الناس من حوليه و لكنه اصبح يشعر بصداع شديد و رجع إلي المستشفى و قصد حجرته و استلقى على سريره و أخد يراجع الأحداث فتذكر السفينة و العاصفة و بلاده و زوجته و أهله و كل شي .
قام بعدها مسرعا إلي مدير المستشفي الذي اذهل به عندما وجده يتحدت معه باليابانية و أبلاغه بانه قد تذكر كل شي .
قام المدير من مقعده و صافحه بحراره و طلب منه إن يذهب معه الآن على عجل إلي سفارة بلاده كي تقوم معه بإبلاغ الجهات المختصة و أبلاغ أهله بانه على قيد الحياة .
دخل سليم و مدير المستشفى السفارة و تحدت معهم سليم و هنوه على السلامة و قاموا بإبلاغ الدولة التي بدورها استدعت والده و أخبرته بان ابنهم سليم حيا يرزق و قد كان في غيبوبة تامة و قد استفاق منها وهو بصحة جيدة
و إن السفارة سوف تقوم بإجراءات عودته إلى الوطن خلال أسبوع و سوف يتصل بكم هاتفيا بعد إن نرسل له رقم هاتفك .
رجع والده إلى المنزل وهو لم يصدق الخبر و كانه في حلم و ابلغ العائلة فصارت الزغاريد و عمت الفرحة البيت واتصلت والدته بزوجته دلال التي صارت تصرخ و تبكي من شدة الفرح ثم ركضت مسرعة إلي أبيها و طلبت منه إن يذهب في التو و اللحظة و يوقف قضية الطلاق . فقال لها:
الآن المحاكم مقفلة يا ابنتي و سوف نذهب أنا و انتي غدا صباحا و نسحب القضية .
و في الصباح ذهبت دلال و أبيها إلي قاضي المحكمة و قدموا له طلب سحب القضية شارحة فيه الأسباب فوافق القاضي على الفور و بارك لهم بسلامة عودته و قفل القضية .
و في طريق العودة طلبت دلال من أبيها إن يأخذها إلي أهل زوجها لتبارك لهم و يباركوا لها سلامة زوجها فوجدت كل العائلة و الأقارب متواجدين ينتظرون إن يتصل بهم سليم .
لم يطول الأمر عليهم حتى رن التلفون و يصيح الأب انه رقم دولي التف الجميع حوله فقال لهم كل واحد يجلس مكانه و سوف افتح مكبر صوت التلفون و يسمع الجميع .
و فتح التلفون و قال والده : الو .. من ؟ ..
فقال : مرحبا يا أبي أنا سليم .. كيف حالك و حال أمي و زوجتي و أخوتي كلهم .
فرد عليه و هو يرتعد من الفرح و عيناه اغرورقت بالدموع انهم بخير جميعا .. ولم يستطيع أن يكمل فاعطي الهاتف إلي ابنه الذي اكمل المحادثة .
أما امه و زوجته دلال فكانتا تنتحبان و الدموع تنهمر من عيونهما مثل النهر تسيل على خدودهما .
و بعد إن اقفل الهاتف سالته امه ماذا قال لك : ضحك ضحكة باسمة ممزوجة بالفرح ثم قال لها :
الم تسمعي يا أمي !! .. قال : سيكون بيننا بعد غدا .. طائرته سوف تصل عند الساعة الواحدة ظهرا .
و في صباح اليوم التالي ذهب والده وأخوته و اشتروا الذبائح لكي يتصدقوا بها على الفقراء و يوزعوها على المحتاجين و يطعموا كل الحاضر ين شكرا لله .
أما زوجته دلال ذهبت إلي منزلها رفقت أخواتها لتنفض عنه غبار الحزن و تعيد ترتيبه من جديد كما كان ليلة زواجهما و افضل .
و في الموعد المحدد للوصول ذهب أبوه و أخوانه و أصدقاؤه و العاملين معه بالشركة و أبناء عمومته إلي استقباله .
وثم استقباله استقبال حار و رجعوا به إلي المنزل و ما إن وصل البيت حتى تعالت الزغاريد و عم الفرح و احتضنته امه بين الحاضرين و دموع الفرحة منهارة من عيونها و كانها سيول و هي تحمد في ربها و تشكر له . و كذلك احتضنته زوجته دلال و لولا الحياء لقبلته ولا تتركه ابد و حضر المهنئين من كل مكان و ذبحت الذبائح و قدموا الطعام للحاضرين و روا لهم سليم قصته بتفاصيلها .
كان ذلك اليوم يوما حافلا تخلد في ذاكرت الحاضرين و استمرت الفرحة و البهجة تعم المكان حتى الساعات المتأخرة من الليل حيث غادر الجميع إلي منازلهم و غادر سليم هو أيضا إلي بيته المجاور إلي بيت أبيه ليجد زوجته دلال تنتظره بوجهها الجميل المشرق يفوح منها عطر الطيب و قد ارتدت له فستان زواجها الأبيض .
و ما إن فتح الباب و التقت عيناها بعينيه حتى قفزت إليه و احتضنته بقوة و أخدت تبكي و تبكي و هو يحضنها في صمت . و ما إن هدأت النفوس قليلا حتى رفعها بين يديه و سار بها إلي إن جلس على الصالون و هي جالسة في حضنه وأضعت رأسها على صدره و لم ترفع رأسها من على صدره إلا على صوت طفلتها فأسرعت إليها و أحضرتها له و قالت له :
هذه ابنتك يا حبيبي و قد اسمتها امك ليلي و لن تغادر أو تسافر مستقبلا إلا و نحن معك فان كانت حياة فنحياها جميعا و إن كان الموت نمت جميعا.
و هكذا انتهت رحلة سليم مع الضياع و عادت له و إلي أسرته الحياة من جديد ..
ارجوا إن تكون قد راقت لكم ...
.... انتهت ....
بقلم / سيف ذيزن ..
.
سليم و رحلة الضياع .. الجزء الاخير ..
تعرف سليم على العاملين بالمستشفي و صار يساعدهم و يتعلم منهم في صمت دائم . و بعد مرور اكثر من سنة خرج كعادته يهرول لممارسة الرياضة اليومية على الرصيف في طريقه إلي الحديقة العامة فشاهد طفل يقطع الطريق فصاح عليه ( لا أراديا ) باللغة العربية مرة و باليابانية مرة أخري ولكن الطفل لم ينتبه فاسرع إليه و خطفه بسرعة من أمام السيارة و انقده . و ما إن حاول الوقوف حتى تجمع حوليه الناس و هم يشكرونه و يصفقون له .
سرته تحية الناس من حوليه و لكنه اصبح يشعر بصداع شديد و رجع إلي المستشفى و قصد حجرته و استلقى على سريره و أخد يراجع الأحداث فتذكر السفينة و العاصفة و بلاده و زوجته و أهله و كل شي .
قام بعدها مسرعا إلي مدير المستشفي الذي اذهل به عندما وجده يتحدت معه باليابانية و أبلاغه بانه قد تذكر كل شي .
قام المدير من مقعده و صافحه بحراره و طلب منه إن يذهب معه الآن على عجل إلي سفارة بلاده كي تقوم معه بإبلاغ الجهات المختصة و أبلاغ أهله بانه على قيد الحياة .
دخل سليم و مدير المستشفى السفارة و تحدت معهم سليم و هنوه على السلامة و قاموا بإبلاغ الدولة التي بدورها استدعت والده و أخبرته بان ابنهم سليم حيا يرزق و قد كان في غيبوبة تامة و قد استفاق منها وهو بصحة جيدة
و إن السفارة سوف تقوم بإجراءات عودته إلى الوطن خلال أسبوع و سوف يتصل بكم هاتفيا بعد إن نرسل له رقم هاتفك .
رجع والده إلى المنزل وهو لم يصدق الخبر و كانه في حلم و ابلغ العائلة فصارت الزغاريد و عمت الفرحة البيت واتصلت والدته بزوجته دلال التي صارت تصرخ و تبكي من شدة الفرح ثم ركضت مسرعة إلي أبيها و طلبت منه إن يذهب في التو و اللحظة و يوقف قضية الطلاق . فقال لها:
الآن المحاكم مقفلة يا ابنتي و سوف نذهب أنا و انتي غدا صباحا و نسحب القضية .
و في الصباح ذهبت دلال و أبيها إلي قاضي المحكمة و قدموا له طلب سحب القضية شارحة فيه الأسباب فوافق القاضي على الفور و بارك لهم بسلامة عودته و قفل القضية .
و في طريق العودة طلبت دلال من أبيها إن يأخذها إلي أهل زوجها لتبارك لهم و يباركوا لها سلامة زوجها فوجدت كل العائلة و الأقارب متواجدين ينتظرون إن يتصل بهم سليم .
لم يطول الأمر عليهم حتى رن التلفون و يصيح الأب انه رقم دولي التف الجميع حوله فقال لهم كل واحد يجلس مكانه و سوف افتح مكبر صوت التلفون و يسمع الجميع .
و فتح التلفون و قال والده : الو .. من ؟ ..
فقال : مرحبا يا أبي أنا سليم .. كيف حالك و حال أمي و زوجتي و أخوتي كلهم .
فرد عليه و هو يرتعد من الفرح و عيناه اغرورقت بالدموع انهم بخير جميعا .. ولم يستطيع أن يكمل فاعطي الهاتف إلي ابنه الذي اكمل المحادثة .
أما امه و زوجته دلال فكانتا تنتحبان و الدموع تنهمر من عيونهما مثل النهر تسيل على خدودهما .
و بعد إن اقفل الهاتف سالته امه ماذا قال لك : ضحك ضحكة باسمة ممزوجة بالفرح ثم قال لها :
الم تسمعي يا أمي !! .. قال : سيكون بيننا بعد غدا .. طائرته سوف تصل عند الساعة الواحدة ظهرا .
و في صباح اليوم التالي ذهب والده وأخوته و اشتروا الذبائح لكي يتصدقوا بها على الفقراء و يوزعوها على المحتاجين و يطعموا كل الحاضر ين شكرا لله .
أما زوجته دلال ذهبت إلي منزلها رفقت أخواتها لتنفض عنه غبار الحزن و تعيد ترتيبه من جديد كما كان ليلة زواجهما و افضل .
و في الموعد المحدد للوصول ذهب أبوه و أخوانه و أصدقاؤه و العاملين معه بالشركة و أبناء عمومته إلي استقباله .
وثم استقباله استقبال حار و رجعوا به إلي المنزل و ما إن وصل البيت حتى تعالت الزغاريد و عم الفرح و احتضنته امه بين الحاضرين و دموع الفرحة منهارة من عيونها و كانها سيول و هي تحمد في ربها و تشكر له . و كذلك احتضنته زوجته دلال و لولا الحياء لقبلته ولا تتركه ابد و حضر المهنئين من كل مكان و ذبحت الذبائح و قدموا الطعام للحاضرين و روا لهم سليم قصته بتفاصيلها .
كان ذلك اليوم يوما حافلا تخلد في ذاكرت الحاضرين و استمرت الفرحة و البهجة تعم المكان حتى الساعات المتأخرة من الليل حيث غادر الجميع إلي منازلهم و غادر سليم هو أيضا إلي بيته المجاور إلي بيت أبيه ليجد زوجته دلال تنتظره بوجهها الجميل المشرق يفوح منها عطر الطيب و قد ارتدت له فستان زواجها الأبيض .
و ما إن فتح الباب و التقت عيناها بعينيه حتى قفزت إليه و احتضنته بقوة و أخدت تبكي و تبكي و هو يحضنها في صمت . و ما إن هدأت النفوس قليلا حتى رفعها بين يديه و سار بها إلي إن جلس على الصالون و هي جالسة في حضنه وأضعت رأسها على صدره و لم ترفع رأسها من على صدره إلا على صوت طفلتها فأسرعت إليها و أحضرتها له و قالت له :
هذه ابنتك يا حبيبي و قد اسمتها امك ليلي و لن تغادر أو تسافر مستقبلا إلا و نحن معك فان كانت حياة فنحياها جميعا و إن كان الموت نمت جميعا.
و هكذا انتهت رحلة سليم مع الضياع و عادت له و إلي أسرته الحياة من جديد ..
ارجوا إن تكون قد راقت لكم ...
.... انتهت ....
بقلم / سيف ذيزن ..