المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم قول حظ طيب أو حظ سيء


بْحھَہّ عِشّق
04-25-2023, 10:02 PM
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align]

حكم قول : " حظ طيب " أو " حظ سيء " .
السؤال:
هل يجوز قول "حظاً طيباً" أو "حظاً سيئاً"؟

الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحظ : النصيب من الخير . قال الأزهري رحمه الله :
" قَالَ اللَّيْث : الحظّ : النَّصِيب من الْفضل وَالْخَيْر، وَجمعه حظوظ. وَفُلَان ذُو حَظّ وقِسم من الْفضل "
انتهى من "تهذيب اللغة" (3/ 273) .
وقال ابن فارس رحمه الله :
" الحظُّ: النصيب والجدُّ ، يقال: فلان أحظُّ من فلان ، وهو محظوظ،
قال أبو زيد: رجل حظيظ جديد ، إذا كان ذا حظ من الرزق " انتهى من "مجمل اللغة" (ص 215) .

هذا هو الأصل : أن الحظ يطلق على النصيب من الخير .
وقد يطلق ـ أيضا ـ على مطلق النصيب ، سواء كان من الخير ، أو من الشر ،
وهذا هو الذي عليه إطلاق الناس ، واستعمالهم :

قال الفيروزآبادي رحمه الله :
" الحَظُّ: النَّصيبُ، والجَدُّ، أو : خاصٌّ بالنَّصيب من الخَيرِ والفَضْلِ " .
انتهى من "القاموس المحيط" (ص 695) .
وقال المناوي رحمه الله :
" الحظ: النصيب المقدر " انتهى من "التوقيف" (ص 142) .

وعلى ذلك : فقول الناس : "حظا طيبا" أو "حظا سعيدا" ، أو نحو ذلك ، على وجه الدعاء لمن قيل له ذلك ، وتمني الخير له : لا حرج فيه كما هو ظاهر ، بل هو ممدوح لما فيه من الدعاء بالخير ، وتمنيه للمسلمين .

وليس له أن يدعو بالشر ، أو بالسوء على مسلم ، لما فيه من البغي والعدوان على أخيه .
روى مسلم في صحيحه (2735) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ) ،
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ:
(قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ) .
وروى البخاري (13) ، ومسلم (45) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) .

http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif

ثانيا :
إذا كان قائل ذلك : حظ سعيد ، أو حظ سيئ ، يقوله على وجه الإخبار ،
فما حصل له من الخير : أخبر أنه حظ سعيد ، وما حصل له من الضر أو الشر :
أخبر أنه سيئ ، فهذا أيضا لا يظهر فيه حرج إن شاء الله ، أما في الخير :
فهو واضح ، وهو من التحديث بنعمة الله ، وشكره على ما قسم له وقدر .

وأما في الشر : فالذي يظهر أيضا أنه لا حرج فيه ، إذا كان إخبارا عن الواقع ، بحسب ما يظهر لعلم العبد ، ومن المعلوم بالفطرة والضرورة أن الإنسان قد يصيبه في عيشه ما يسوؤه ، وهذا هو الحظ والنصيب السيئ ، بحسب ما يتعارفه الناس ويقولونه ، بل هو إطلاق جار في النصوص الشرعية أيضا ؛ قال الله تعالى : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) الأعراف/188 ، وقال تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) النمل/62 .

وهذا أيضا هو "السيئة" ، في نحو قوله تعالى :
(وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا
هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) النساء/78 ،
وقوله تعالى : (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الأعراف/168 ،
ونحو ذلك من الآيات ، وهي كثيرة معروفة .

لكن يشترط في ذلك ألا يكون في كلامه تسخط على قدر الله وما قضاه له ،
أو سوء ظن بالله ، أو نسبة الشر إليه سبحانه ، فالسيئة والشر والضر ،
إنما هو واقع في مخلوقات الله ، ومقدوراته التي تبلغ عباده ،
بحسب نصيب العبد ، وما يناله في ذلك ؛
وأما نفس تقدير الله وتصريفه وتدبيره لأمر عباده :
فكله خير ، ولا ينسب له شر ، ولا سوء ، جل الله تعالى عن كل عيب ونقصان .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (105099) ، ورقم : (130685) .

http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif

ثالثا :
قد يقول بعض الناس : "حظ طيب " أو : "حظ سيء"
وهو يرى أن شيئا من ذلك قد حصل بدون تقدير الله تعالى ،
أو لارتباطه ببعض الأشياء التي لا علاقة لها بالأحداث .
كما ينسب ذلك أحيانا إلى "النجوم" أو "موافقة بعض الأرقام"
أو "موافقة بعض أيام الأسبوع" ... ونحو ذلك .
فمن قال : إن فلانا حظه طيب أو سيء لمجرد ذلك :
فقوله ممنوع محرم ؛ لأن موافقة ذلك أو مخالفته ،
لم يجعلها الله سببا للخير ولا للشر .

وإلى ذلك المعنى ، تشير فتوى اللجنة الدائمة ، حينما سئلوا :
" نسمع كثيرا أن فلانا حظه حسن، وفلان حظه سيء،
ما مدى كون الإيمان بالحظ جائزا من عدمه‏؟‏" .

فأجابوا : "على الإنسان أن يؤمن بقضاء الله وقدره، فيصبر على الضراء،
ويشكر الله ويحمده على السراء، وعليه أن يؤمن بأن الله قسم الأرزاق بين عباده ،
وفاوت بينهم في آجالهم وأعمالهم، وهم أجنة في بطون أمهاتهم ، ولله الحكمة فيما يقضي ويقدر‏.‏

وعلى كل مسلم أن ينسب ما يصيب الخلق من نعمة وسعة رزق إلى الله سبحانه ،
المتفضل بها والموفق لها، وينسب ما أصابه مما عدا ذلك إلى قضاء الله وقدره ،
وذلك من تحقيق توحيد الربوبية ، ويجب على المسلم البعد عما يقدح في عقيدته وتوحيده ،
فلا ينسب الخير والنعم ، أو حلول المصائب والنقم إلى الحظوظ والطوالع، فإن ذلك لا يجوز‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد .
انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة "(26/328) .

http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif

رابعاً :
على المسلم أن يغلب جانب إحسان الظن بالله تعالى فيما يصيبه من أمره كله ،
فقد يقول : " حظي سيء " في أمر قد يكون له فيه الخير كله ،
فتجنب عبارة " الحظ السيء " أولى بكل حال، وقد قال الله تعالى :
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
البقرة/216 .

وفي صحيح مسلم (2999) عَنْ صُهَيْبٍ، رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ،
وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) .

والله تعالى أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب


فتاوى ذات صلة

قول الإنسان لأخيه : الله لا يضرك

الأدب مع الله بإضافة الخير إليه ، وإضافة الشر إلى غيره

روح انثى
04-27-2023, 02:55 PM
جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد



http://investigate-islam.com/fwasel/29.gif

أمير المحبه
04-27-2023, 03:26 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

ناعسة الطرف
05-01-2023, 07:46 PM
جزآكم ربي كل خير
وجعل طرحكم بميزآن حسنآتكم يآرب

ملكة الحنان
05-03-2023, 01:54 AM
http://www.karom.net/up/uploads/132550284011.gif

عشق الليالي
05-03-2023, 05:12 AM
rhttps://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_17_17_967b_1cd9f1f948f715.gif] http://www.3odny.com/vb/images/smilies/216.gifhttp://www.3odny.com/vb/images/smilies/216.gif
سلمت كفوفك
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح و السرور الدائم
عشق الليالي

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_17_17_967b_1cd9f1f948f715.gif

مهره
05-07-2023, 07:58 PM
جزاك الله خير
ورزقك الجنان

خيَـال
05-09-2023, 10:29 AM
بارك الله فيك
و أسعدك في الدنيا والأخرة.

خفوق الروح
05-11-2023, 12:41 PM
سلمت يمينك على الطرح
نترقب المزيد من جديدك الرائع
لك كل الود والتقدير
http://justclickit.ru/flash/flower/flower%20%28184%29.gif (http://www.ishqalyali.com/vb/showthread.php?t=6095&page=3)

همسة عشق
05-14-2023, 09:05 AM
بارك الله فيك على هذا الطرح الرائع
وجعله في موازين حسناتك

أنفآس غاليهآ
06-09-2023, 09:30 PM
جزاك الله خيراً وعم بنفعه الجميع
وجعله بميزان حسناتك