الدكتور على حسن
06-28-2022, 10:29 PM
أنعم الله علينا ببيت جديد، عشنا فيه أياما هانئة، لكنه ابتلانا بجيران لا يكفون عن التجسس علينا، وتتبع أخبارنا ونشرها، مما تسبب فى ألم نفسى شديد لنا، وأوقعنا فى حيرة بالغة.. فهل نعاملهم بالطريقة نفسها، أم ماذا نفعل؟
المجتمع المسلم يصدر عن الله، ويتجه إليه، فلابد أن يتصف أفراده بنقاء القلب، وجميل الأخلاق، وعفة اللسان. ولقد طهر القرآن الكريم المجتمعات وصانها، فنهى عن التجسس الذى هو الحركة الابتدائية لكشف العورات، فهو ظن سيئ، ثم تجسس يتبعه كشف عورات، وتتبع لعيوب الآخرين لإظهارها، قال تعالي: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا».
بهذه الكلمات بدأ الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الإجابة عن السؤال السابق قائلا: «لقد صعد رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المنبر يوما، ونادَى فقال: «يا معشرَ من أسلمَ بلسانهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبهِ، لا تُؤذُوا المسلمينَ ولا تُعيّروهُم ولا تَتّبعوا عوراتهِم، فإنه من يتبِعْ عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَهُ، ومن يتبعِ اللهُ عورتهُ يفضحْه ولو فى جوفِ رحلهِ».
إن التجسس على الناس يترتب عليه مفاسد وعداواتُ بين أفراد المجتمع، وهو ما لا يريده الشرع الحنيف، وقد توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثال هؤلاء بعذاب يوم القيامة، فعن عبد الله بن عباس -رضى الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من تَسَمَّع حديث قوم وهم له كارهون؛ صُبَّ فى أذنيه الآنُكُ يوم القيامة»، والآنُكُ هو الرصاص المُذاب.
ولقد أغلق الشرع كل باب يؤدى إلى انتهاك حرمات الآخرين، أو إلى كشف أسرارهم، أو ما أخفوا من أحوالهم، فعن زيد بن وهب، قال: «قيل لعبدالله بن مسعود رضى الله عنه: هذا فلانٌ تَقطُرُ لحيتُهُ خَمرًا، فقال عبدُ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّا قد نُهينا عَنِ التَّجسُّسِ، ولكنْ إنْ يَظهَرْ لنا شيءٌ نأخُذْ به».
وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر لنا مشهدا من المشاهد التى أراها الله له ليلة الإسراء والمعراج، ليحذر بها كل من تسول له نفسه أن يفتش عن عيوب الناس لفضحهم، فقال: «لمَّا عُرِجَ بى مَرَرْتُ بِقومٍ لهُمْ أَظْفَارٌ من نُحاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ، فقُلْتُ: مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال: هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لُحُومَ الناسِ، ويَقَعُونَ فى أَعْرَاضِهِمْ». فهل تصور هذا المشهد من يفتشون عن عيوب غيرهم لكشفها، ونشرها على الملأ؟.
إن التجسس على الجيران وكشف عوراتهم يؤدى إلى تفشى الفساد فى المجتمع، وربما إلى جرائم خطيرة. وصاحب الخلق هو الذى يصون أخلاقه عن هذه الأفعال، حتى لو ذكر الناس عيوبه، فهو لا ينابز أحدا أبدا بذكر عيوبه، عملا بقوله تعالي: «ادفع بالتى هى أحسن».
فهيا لنغلق باب الشر، ومداخل الشيطان، وليفتش كل منا عن عيوب نفسه للوقوف عليها، وإصلاحها، بدلا من أن يبحث عن عيوب غيره، ولنتذكر ثواب من ستر العورات، ففى الحديث: «من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة»، وكلمة (مسلم) هنا خرجت مخرج الغالب، فالستر يكون لكل الناس، لأن الأعراض كلها محرمة، من مسلمٍ وغير مسلم.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علــى
المجتمع المسلم يصدر عن الله، ويتجه إليه، فلابد أن يتصف أفراده بنقاء القلب، وجميل الأخلاق، وعفة اللسان. ولقد طهر القرآن الكريم المجتمعات وصانها، فنهى عن التجسس الذى هو الحركة الابتدائية لكشف العورات، فهو ظن سيئ، ثم تجسس يتبعه كشف عورات، وتتبع لعيوب الآخرين لإظهارها، قال تعالي: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا».
بهذه الكلمات بدأ الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الإجابة عن السؤال السابق قائلا: «لقد صعد رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المنبر يوما، ونادَى فقال: «يا معشرَ من أسلمَ بلسانهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبهِ، لا تُؤذُوا المسلمينَ ولا تُعيّروهُم ولا تَتّبعوا عوراتهِم، فإنه من يتبِعْ عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَهُ، ومن يتبعِ اللهُ عورتهُ يفضحْه ولو فى جوفِ رحلهِ».
إن التجسس على الناس يترتب عليه مفاسد وعداواتُ بين أفراد المجتمع، وهو ما لا يريده الشرع الحنيف، وقد توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثال هؤلاء بعذاب يوم القيامة، فعن عبد الله بن عباس -رضى الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من تَسَمَّع حديث قوم وهم له كارهون؛ صُبَّ فى أذنيه الآنُكُ يوم القيامة»، والآنُكُ هو الرصاص المُذاب.
ولقد أغلق الشرع كل باب يؤدى إلى انتهاك حرمات الآخرين، أو إلى كشف أسرارهم، أو ما أخفوا من أحوالهم، فعن زيد بن وهب، قال: «قيل لعبدالله بن مسعود رضى الله عنه: هذا فلانٌ تَقطُرُ لحيتُهُ خَمرًا، فقال عبدُ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّا قد نُهينا عَنِ التَّجسُّسِ، ولكنْ إنْ يَظهَرْ لنا شيءٌ نأخُذْ به».
وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر لنا مشهدا من المشاهد التى أراها الله له ليلة الإسراء والمعراج، ليحذر بها كل من تسول له نفسه أن يفتش عن عيوب الناس لفضحهم، فقال: «لمَّا عُرِجَ بى مَرَرْتُ بِقومٍ لهُمْ أَظْفَارٌ من نُحاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ، فقُلْتُ: مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال: هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لُحُومَ الناسِ، ويَقَعُونَ فى أَعْرَاضِهِمْ». فهل تصور هذا المشهد من يفتشون عن عيوب غيرهم لكشفها، ونشرها على الملأ؟.
إن التجسس على الجيران وكشف عوراتهم يؤدى إلى تفشى الفساد فى المجتمع، وربما إلى جرائم خطيرة. وصاحب الخلق هو الذى يصون أخلاقه عن هذه الأفعال، حتى لو ذكر الناس عيوبه، فهو لا ينابز أحدا أبدا بذكر عيوبه، عملا بقوله تعالي: «ادفع بالتى هى أحسن».
فهيا لنغلق باب الشر، ومداخل الشيطان، وليفتش كل منا عن عيوب نفسه للوقوف عليها، وإصلاحها، بدلا من أن يبحث عن عيوب غيره، ولنتذكر ثواب من ستر العورات، ففى الحديث: «من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة»، وكلمة (مسلم) هنا خرجت مخرج الغالب، فالستر يكون لكل الناس، لأن الأعراض كلها محرمة، من مسلمٍ وغير مسلم.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علــى