الأمير
12-15-2021, 06:44 AM
السؤآل
يقول الله*تعالى*: (فَجَآءَتْهُ*إِحْدَاهُمَا*تَمْشِي*عَلَى*اسْتِحْيَآ ءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" 25 سورة القصص ".
ما*معنى*تمشي على استحياء ؟
وبارك الله فيكم
الجواب :
قال القرطبي : أصل الاستحياء الانقباض عن الشيء والامتناع منه خوفا مِن مُواقعة القبيح . اهـ .
وقال الجرجاني : الحياء : انقباض النَّفْس مِن شيء وتركه حذرًا عن اللوم فيه . اهـ .
ومعنى ذلك : أن المرأة جاءت تمشي بِهدوء وسَكينة ، غير مُستعجلة في مِشْيَتها ، ولا واسِعة الْخَطْو ، لا تمشي مِشية الرِّجال ، ولا تتثنّى في مِشْيتِها .
قال الإمام السمعاني : وقوله : (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) رَوى عَمرو بن ميمون عن عُمر أنه قال : ليبست بِسَلْفَع مِن النساء ، ولا خَرّاجَة ولا ولاَّجَة ، ولكن وَضَعَت كُمَّها على وَجهها استحياء .
فالْمَرْأتَان قد اتَّصَفَتَا بالحياء مِن قَبل ومِن بَعد .
فإن موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا وَرَد ماء مَدْيَن ، وَجَد عليه أمّة مِن الناس يَسْقُون ، ووَجَد المرأتين مِن وراء القوم ، فَلّما سألهما عن شأنهما ، قالتا : (لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ) ، وما ألجأهما إلى الخروج إلاّ كِبَر سِنّ أبيهما (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) .
ولَمّا دَعَت المرأةُ موسى عليه الصلاة والسلام لَم تُوجِّه إليه الدعوة مُباشرة ، بل نَسَبَت الدعوة إلى أبيها ، فـ (قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ) ، كأنها قالت له : لستُ أنا الذي أدعوك ، بل هو أبي الذي دَعَاك ، لئلا يُظنّ بها ظَنّ سوء .
واليوم في كثير مِن بلاد المسلمين ، وفي كثير مِن الأسواق : مَن يَنظر إلى أحوال النساء يَرَى عجبا ، مِن الْجُرأة على الرِّجال ، ومِن قِلّة الحياء أوْ ضَعفه ، ومِن رَفْع الصوت في الأسواق ومَجامِع الناس ، ومِن ضَعْف السّتر ، ومِن التبرّج بإظهار الزينة ، ووضع الطيب ، ومِن مُزاحمة الرِّجال في الأسواق والطُّرُقات ، إلى غير ذلك مما يدلّ على ذهاب الحياء ، أو ضَعْفه في كثير من الأحيان .
والمرأة لا ترفع صوتها في العبادة .. فكيف تَرفعه في الأسواق ومجامع الناس ؟
ذَكَر الإمام مالك في الموطأ : أنه سَمِع أهل العلم يقولون : ليس على النساء رفع الصوت بالتلبية ، لتُُسمِع المرأة نفسها .
وسُئل الإمام مالك : هل يُسلَّم على المرأة ؟ فقال : أما الْمُتَجَالَّة فلا أكْرَه ذلك ، وأما الشابَّة فلا أُحِبّ ذلك .
قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره : أما المرأة الشابَّة الرَّخيمة الصوت ، فلا شك أن صوتها مِن مفاتن النساء ، ولا يجوز لها رَفْعه بِحَال ، ومِن المعلوم أن الصوت الرَّخيم من مَحَاسن النساء ومفاتنها . اهـ .
وما يَكون في وسائل التواصل ، ووضع الصور ، أو أجزاء مِن جسد المرأة ..
والرَّدّ على الرِّجال بِصَفاقة وخشونة ، وقِلّة حياء ، وبِعبارَات خادشة للحياء أحيانا كثيرة ..
إلى غير ذلك مما يُنافي حياء المرأة الذي كان يُضرب به المثل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُوصَف بأنه أشدّ حياء مِن العَذْراء في خِدْرها . كما في الصحيحين .
ووُصِف موسى عليه الصلاة والسلام بأنه شديد الحياء . كما في الصحيحين .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
يقول الله*تعالى*: (فَجَآءَتْهُ*إِحْدَاهُمَا*تَمْشِي*عَلَى*اسْتِحْيَآ ءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" 25 سورة القصص ".
ما*معنى*تمشي على استحياء ؟
وبارك الله فيكم
الجواب :
قال القرطبي : أصل الاستحياء الانقباض عن الشيء والامتناع منه خوفا مِن مُواقعة القبيح . اهـ .
وقال الجرجاني : الحياء : انقباض النَّفْس مِن شيء وتركه حذرًا عن اللوم فيه . اهـ .
ومعنى ذلك : أن المرأة جاءت تمشي بِهدوء وسَكينة ، غير مُستعجلة في مِشْيَتها ، ولا واسِعة الْخَطْو ، لا تمشي مِشية الرِّجال ، ولا تتثنّى في مِشْيتِها .
قال الإمام السمعاني : وقوله : (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) رَوى عَمرو بن ميمون عن عُمر أنه قال : ليبست بِسَلْفَع مِن النساء ، ولا خَرّاجَة ولا ولاَّجَة ، ولكن وَضَعَت كُمَّها على وَجهها استحياء .
فالْمَرْأتَان قد اتَّصَفَتَا بالحياء مِن قَبل ومِن بَعد .
فإن موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا وَرَد ماء مَدْيَن ، وَجَد عليه أمّة مِن الناس يَسْقُون ، ووَجَد المرأتين مِن وراء القوم ، فَلّما سألهما عن شأنهما ، قالتا : (لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ) ، وما ألجأهما إلى الخروج إلاّ كِبَر سِنّ أبيهما (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) .
ولَمّا دَعَت المرأةُ موسى عليه الصلاة والسلام لَم تُوجِّه إليه الدعوة مُباشرة ، بل نَسَبَت الدعوة إلى أبيها ، فـ (قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ) ، كأنها قالت له : لستُ أنا الذي أدعوك ، بل هو أبي الذي دَعَاك ، لئلا يُظنّ بها ظَنّ سوء .
واليوم في كثير مِن بلاد المسلمين ، وفي كثير مِن الأسواق : مَن يَنظر إلى أحوال النساء يَرَى عجبا ، مِن الْجُرأة على الرِّجال ، ومِن قِلّة الحياء أوْ ضَعفه ، ومِن رَفْع الصوت في الأسواق ومَجامِع الناس ، ومِن ضَعْف السّتر ، ومِن التبرّج بإظهار الزينة ، ووضع الطيب ، ومِن مُزاحمة الرِّجال في الأسواق والطُّرُقات ، إلى غير ذلك مما يدلّ على ذهاب الحياء ، أو ضَعْفه في كثير من الأحيان .
والمرأة لا ترفع صوتها في العبادة .. فكيف تَرفعه في الأسواق ومجامع الناس ؟
ذَكَر الإمام مالك في الموطأ : أنه سَمِع أهل العلم يقولون : ليس على النساء رفع الصوت بالتلبية ، لتُُسمِع المرأة نفسها .
وسُئل الإمام مالك : هل يُسلَّم على المرأة ؟ فقال : أما الْمُتَجَالَّة فلا أكْرَه ذلك ، وأما الشابَّة فلا أُحِبّ ذلك .
قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره : أما المرأة الشابَّة الرَّخيمة الصوت ، فلا شك أن صوتها مِن مفاتن النساء ، ولا يجوز لها رَفْعه بِحَال ، ومِن المعلوم أن الصوت الرَّخيم من مَحَاسن النساء ومفاتنها . اهـ .
وما يَكون في وسائل التواصل ، ووضع الصور ، أو أجزاء مِن جسد المرأة ..
والرَّدّ على الرِّجال بِصَفاقة وخشونة ، وقِلّة حياء ، وبِعبارَات خادشة للحياء أحيانا كثيرة ..
إلى غير ذلك مما يُنافي حياء المرأة الذي كان يُضرب به المثل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُوصَف بأنه أشدّ حياء مِن العَذْراء في خِدْرها . كما في الصحيحين .
ووُصِف موسى عليه الصلاة والسلام بأنه شديد الحياء . كما في الصحيحين .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم