ادريس
12-26-2020, 11:47 AM
لا تختلفا أمامهم
لا يخلو بيت من الخلافات الزوجية وكما قيل عنها هي ملح الحياة، الذي يكسب الحياة الزوجية طعماً ونكهة، ويزيدها جمالاً وحيوية، وإن تم توجيهها بشكل صحيح، فاقت إيجابياتها سلبياتها.
إذ أثبتت الدراسات الاجتماعية التي قام عليها خبراء علم الاجتماع أن المشكلات الزوجية لها فوائد، لأنها من وجهة نظرهم فرصة حقيقية ليتعرف الزوجان من خلالها على ما يغضب الطرف الآخر، أو ما يسعده، ويتلمس طباعه على أرض الواقع، بل ويعرف أخطاء نفسه، فيحاول إصلاحها وتعديل مسارها، وتصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة التي قد تكونت لديه ضد الطرف الآخر.
ومن ناحية أخرى يستطيع كل من الزوجين أن يتعرف على أفكار وطموحات وتطلعات الطرف الآخر، فيشارك في تلك التطلعات والآمال، وبذلك تمتد جسور التواصل بين الطرفين.
أما الوجه الآخر للخلافات الزوجية فتلك التي تفضي إلى مزيد من التعقيد في الحياة الأسرية، والتي يمتد أثرها السلبي إلى الأبناء، فقد أشارت العديد من الدراسات النفسية إلى أن تشاجر الآباء أمام أطفالهما يزيد من حدة التوتر لديهم، وفي حالة تشاجر الأبوان وطفلهما نائم، فإن نسبة هرمونات التوتر عنده ترتفع، ويحتاج لوقت طويل حتى يهدأ.
الأب والأم بالنسبة للطفل مصدر إحساسه بالأمان، فكيف ستكون حالته النفسية عند حدوث مثل هذه المشاجرات، إن حالة من الخوف والقلق سوف تسيطر عليه، وهو الذي اعتاد عند تعرضه لأي مشكلة أن يلجأ إليهما، فإذا به يرى أنهما مصدر هذه المشكلات.
ويزيد الأمر سوءا إذا شعر الطفل بأنه مصدر الخلاف؛ مما يؤدي به إلى الشعور بالذنب، والذي قد يتطور حتى يصل إلى مرحلة كره الطفل لنفسه.
الكثير من الآباء لا يتنبهون عند نشوب الخلافات إلى الآثار السلبية التي يتركها خلافهم على أبنائهم، إلا أن تلك الخلافات يمتد أثرها طويلاً، فهي إن بدأت بحالات من القلق والتوتر والخوف والانطواء وفقد الثقة بالنفس وبالأسرة، فإنها تصبح فيما بعد نهج حياة، حيث يعتقد الطفل الذي أصبح شاباً أو شابة - رغم اعتراضهم الضمني على هذا السلوك - أن الصراخ والضرب هو الطريقة الوحيدة لحل المشكلات.
أمر آخر لا يقل سلبية عن سابقه، وهو محاولة انتقام الأم من الأب أو العكس، بسرد مساوئه أمام الأبناء، ومحاولة تشويه صورة الطرف الآخر، وقد لا يعي الوالدان خطورة هذا الأمر. إذ قد تكره الفتاة كل الرجال بسبب كلام أمها عن والدها، وقد ينفر الصبي من كل النساء جراء ما يقوله والده عن أمه، مما يؤثر سلباً على حياة الأبناء الزوجية مستقبلاً، هذا عدا عن استهانة الأبناء بأحد الوالدين، نتيجة السلبيات التي يسمعها عنهما، مما يصل الأمر بهم إلى عدم طاعة الوالدين في وقت لاحق، أو عدم القيام ببرهما. وقد تحتاج الأم في مرحلة من المراحل إلى سطوة الأب على أبنائها، لكنها لا تجدها عند حاجتها لها لأنها بكلامها هدمت حاجز الاحترام والهيبة بين الأب وأبنائه. والأمر ذاته ينطبق على الأب الذي يحاول تشويه صورة زوجته أمام أبنائها.
لا ينكر عاقل وقوع الخلافات خلال رحلة الحياة الزوجية الطويلة، ولكن يكمن الأمر في كيفية التعامل مع تلك الخلافات، خاصة أمام الأبناء، إذ يمكن للآباء أن يقدموا صورة حضارية عند حدوث المشكلات، يعلمون فيها أبناءهم آداب الخلاف، وآداب الحوار، واحترام كل منهما لرأي الآخر، وجدية المحاولات للوصول إلى حلول منطقية بطريقة عقلانية.
كما لابد للأبناء أن يلمسوا من أمهم تقديرها لحق القوامة والقيام بحق الزوج، ويلمسوا من والدهم الرفق بالقوارير والقيام بحق الزوجة؛ ليكونوا فيما بعد أزواجاً صالحين، ومؤهلين لبناء أسرة سوية، تكون لبنة صالحة في المجتمع.
لا يخلو بيت من الخلافات الزوجية وكما قيل عنها هي ملح الحياة، الذي يكسب الحياة الزوجية طعماً ونكهة، ويزيدها جمالاً وحيوية، وإن تم توجيهها بشكل صحيح، فاقت إيجابياتها سلبياتها.
إذ أثبتت الدراسات الاجتماعية التي قام عليها خبراء علم الاجتماع أن المشكلات الزوجية لها فوائد، لأنها من وجهة نظرهم فرصة حقيقية ليتعرف الزوجان من خلالها على ما يغضب الطرف الآخر، أو ما يسعده، ويتلمس طباعه على أرض الواقع، بل ويعرف أخطاء نفسه، فيحاول إصلاحها وتعديل مسارها، وتصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة التي قد تكونت لديه ضد الطرف الآخر.
ومن ناحية أخرى يستطيع كل من الزوجين أن يتعرف على أفكار وطموحات وتطلعات الطرف الآخر، فيشارك في تلك التطلعات والآمال، وبذلك تمتد جسور التواصل بين الطرفين.
أما الوجه الآخر للخلافات الزوجية فتلك التي تفضي إلى مزيد من التعقيد في الحياة الأسرية، والتي يمتد أثرها السلبي إلى الأبناء، فقد أشارت العديد من الدراسات النفسية إلى أن تشاجر الآباء أمام أطفالهما يزيد من حدة التوتر لديهم، وفي حالة تشاجر الأبوان وطفلهما نائم، فإن نسبة هرمونات التوتر عنده ترتفع، ويحتاج لوقت طويل حتى يهدأ.
الأب والأم بالنسبة للطفل مصدر إحساسه بالأمان، فكيف ستكون حالته النفسية عند حدوث مثل هذه المشاجرات، إن حالة من الخوف والقلق سوف تسيطر عليه، وهو الذي اعتاد عند تعرضه لأي مشكلة أن يلجأ إليهما، فإذا به يرى أنهما مصدر هذه المشكلات.
ويزيد الأمر سوءا إذا شعر الطفل بأنه مصدر الخلاف؛ مما يؤدي به إلى الشعور بالذنب، والذي قد يتطور حتى يصل إلى مرحلة كره الطفل لنفسه.
الكثير من الآباء لا يتنبهون عند نشوب الخلافات إلى الآثار السلبية التي يتركها خلافهم على أبنائهم، إلا أن تلك الخلافات يمتد أثرها طويلاً، فهي إن بدأت بحالات من القلق والتوتر والخوف والانطواء وفقد الثقة بالنفس وبالأسرة، فإنها تصبح فيما بعد نهج حياة، حيث يعتقد الطفل الذي أصبح شاباً أو شابة - رغم اعتراضهم الضمني على هذا السلوك - أن الصراخ والضرب هو الطريقة الوحيدة لحل المشكلات.
أمر آخر لا يقل سلبية عن سابقه، وهو محاولة انتقام الأم من الأب أو العكس، بسرد مساوئه أمام الأبناء، ومحاولة تشويه صورة الطرف الآخر، وقد لا يعي الوالدان خطورة هذا الأمر. إذ قد تكره الفتاة كل الرجال بسبب كلام أمها عن والدها، وقد ينفر الصبي من كل النساء جراء ما يقوله والده عن أمه، مما يؤثر سلباً على حياة الأبناء الزوجية مستقبلاً، هذا عدا عن استهانة الأبناء بأحد الوالدين، نتيجة السلبيات التي يسمعها عنهما، مما يصل الأمر بهم إلى عدم طاعة الوالدين في وقت لاحق، أو عدم القيام ببرهما. وقد تحتاج الأم في مرحلة من المراحل إلى سطوة الأب على أبنائها، لكنها لا تجدها عند حاجتها لها لأنها بكلامها هدمت حاجز الاحترام والهيبة بين الأب وأبنائه. والأمر ذاته ينطبق على الأب الذي يحاول تشويه صورة زوجته أمام أبنائها.
لا ينكر عاقل وقوع الخلافات خلال رحلة الحياة الزوجية الطويلة، ولكن يكمن الأمر في كيفية التعامل مع تلك الخلافات، خاصة أمام الأبناء، إذ يمكن للآباء أن يقدموا صورة حضارية عند حدوث المشكلات، يعلمون فيها أبناءهم آداب الخلاف، وآداب الحوار، واحترام كل منهما لرأي الآخر، وجدية المحاولات للوصول إلى حلول منطقية بطريقة عقلانية.
كما لابد للأبناء أن يلمسوا من أمهم تقديرها لحق القوامة والقيام بحق الزوج، ويلمسوا من والدهم الرفق بالقوارير والقيام بحق الزوجة؛ ليكونوا فيما بعد أزواجاً صالحين، ومؤهلين لبناء أسرة سوية، تكون لبنة صالحة في المجتمع.